١٢ - سفر الملوك الثاني - ترجمة ڤان دايك - بدون تشكيل ..

 


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح

__________________

1 وعصى موآب على إسرائيل بعد وفاة أخآب.
2 وسقط أخزيا من الكوة التي في عليته التي في السامرة فمرض، وأرسل رسلا وقال لهم: «اذهبوا اسألوا بعل زبوب إله عقرون إن كنت أبرأ من هذا المرض».
3 فقال ملاك الرب لإيليا التشبي: «قم اصعد للقاء رسل ملك السامرة وقل لهم: أليس لأنه لا يوجد في إسرائيل إله، تذهبون لتسألوا بعل زبوب إله عقرون؟
4 فلذلك هكذا قال الرب: إن السرير الذي صعدت عليه لا تنزل عنه بل موتا تموت». فانطلق إيليا.
5 ورجع الرسل إليه، فقال لهم: «لماذا رجعتم؟»
6 فقالوا له: «صعد رجل للقائنا وقال لنا: اذهبوا راجعين إلى الملك الذي أرسلكم وقولوا له: هكذا قال الرب: أليس لأنه لا يوجد في إسرائيل إله أرسلت لتسأل بعل زبوب إله عقرون؟ لذلك السرير الذي صعدت عليه، لا تنزل عنه بل موتا تموت».
7 فقال لهم: «ما هي هيئة الرجل الذي صعد للقائكم وكلمكم بهذا الكلام؟»
8 فقالوا له: «إنه رجل أشعر متنطق بمنطقة من جلد على حقويه». فقال: «هو إيليا التشبي».
9 فأرسل إليه رئيس خمسين مع الخمسين الذين له، فصعد إليه وإذا هو جالس على رأس الجبل. فقال له: «يا رجل الله، الملك يقول انزل».
10 فأجاب إيليا وقال لرئيس الخمسين: «إن كنت أنا رجل الله، فلتنزل نار من السماء وتأكلك أنت والخمسين الذين لك». فنزلت نار من السماء وأكلته هو والخمسين الذين له.
11 ثم عاد وأرسل إليه رئيس خمسين آخر والخمسين الذين له. فأجاب وقال له: «يا رجل الله، هكذا يقول الملك: أسرع وانزل».
12 فأجاب إيليا وقال لهم: «إن كنت أنا رجل الله، فلتنزل نار من السماء وتأكلك أنت والخمسين الذين لك». فنزلت نار الله من السماء وأكلته هو والخمسين الذين له.
13 ثم عاد فأرسل رئيس خمسين ثالثا والخمسين الذين له. فصعد رئيس الخمسين الثالث وجاء وجثا على ركبتيه أمام إيليا، وتضرع إليه وقال له: «يا رجل الله، لتكرم نفسي وأنفس عبيدك هؤلاء الخمسين في عينيك.
14 هوذا قد نزلت نار من السماء وأكلت رئيسي الخمسينين الأولين وخمسينيهما، والآن فلتكرم نفسي في عينيك».
15 فقال ملاك الرب لإيليا: «انزل معه. لا تخف منه». فقام ونزل معه إلى الملك.
16 وقال له: «هكذا قال الرب: من أجل أنك أرسلت رسلا لتسأل بعل زبوب إله عقرون، أليس لأنه لا يوجد في إسرائيل إله لتسأل عن كلامه! لذلك السرير الذي صعدت عليه لا تنزل عنه بل موتا تموت».
17 فمات حسب كلام الرب الذي تكلم به إيليا. وملك يهورام عوضا عنه في السنة الثانية ليهورام بن يهوشافاط ملك يهوذا، لأنه لم يكن له ابن.
18 وبقية أمور أخزيا التي عمل، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل؟


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح

__________________

1 وكان عند إصعاد الرب إيليا في العاصفة إلى السماء، أن إيليا وأليشع ذهبا من الجلجال.
2 فقال إيليا لأليشع: «امكث هنا لأن الرب قد أرسلني إلى بيت إيل». فقال أليشع: «حي هو الرب، وحية هي نفسك، إني لا أتركك». ونزلا إلى بيت إيل.
3 فخرج بنو الأنبياء الذين في بيت إيل إلى أليشع وقالوا له: «أتعلم أنه اليوم يأخذ الرب سيدك من على رأسك؟» فقال: «نعم، إني أعلم فاصمتوا».
4 ثم قال له إيليا: «يا أليشع، امكث هنا لأن الرب قد أرسلني إلى أريحا». فقال: «حي هو الرب، وحية هي نفسك، إني لا أتركك». وأتيا إلى أريحا.
5 فتقدم بنو الأنبياء الذين في أريحا إلى أليشع وقالوا له: «أتعلم أنه اليوم يأخذ الرب سيدك من على رأسك؟» فقال: «نعم، إني أعلم فاصمتوا».
6 ثم قال له إيليا: «أمكث هنا لأن الرب قد أرسلني إلى الأردن». فقال: «حي هو الرب، وحية هي نفسك، إني لا أتركك». وانطلقا كلاهما.
7 فذهب خمسون رجلا من بني الأنبياء ووقفوا قبالتهما من بعيد. ووقف كلاهما بجانب الأردن.
8 وأخذ إيليا رداءه ولفه وضرب الماء، فانفلق إلى هنا وهناك، فعبرا كلاهما في اليبس.
9 ولما عبرا قال إيليا لأليشع: «اطلب: ماذا أفعل لك قبل أن أوخذ منك؟». فقال أليشع: «ليكن نصيب اثنين من روحك علي».
10 فقال: «صعبت السؤال. فإن رأيتني أوخذ منك يكون لك كذلك، وإلا فلا يكون».
11 وفيما هما يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار فصلت بينهما، فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء.
12 وكان أليشع يرى وهو يصرخ: «يا أبي، يا أبي، مركبة إسرائيل وفرسانها». ولم يره بعد، فأمسك ثيابه ومزقها قطعتين،
13 ورفع رداء إيليا الذي سقط عنه، ورجع ووقف على شاطئ الأردن.
14 فأخذ رداء إيليا الذي سقط عنه وضرب الماء وقال: «أين هو الرب إله إيليا؟» ثم ضرب الماء أيضا فانفلق إلى هنا وهناك، فعبر أليشع.
15 ولما رآه بنو الأنبياء الذين في أريحا قبالته قالوا: «قد استقرت روح إيليا على أليشع». فجاءوا للقائه وسجدوا له إلى الأرض.
16 وقالوا له: «هوذا مع عبيدك خمسون رجلا ذوو بأس، فدعهم يذهبون ويفتشون على سيدك، لئلا يكون قد حمله روح الرب وطرحه على أحد الجبال، أو في أحد الأودية». فقال: «لا ترسلوا».
17 فألحوا عليه حتى خجل وقال: «أرسلوا». فأرسلوا خمسين رجلا، ففتشوا ثلاثة أيام ولم يجدوه.
18 ولما رجعوا إليه وهو ماكث في أريحا قال لهم: «أما قلت لكم لا تذهبوا؟».
19 وقال رجال المدينة لأليشع: «هوذا موقع المدينة حسن كما يرى سيدي، وأما المياه فردية والأرض مجدبة».
20 فقال: «ائتوني بصحن جديد، وضعوا فيه ملحا». فأتوه به.
21 فخرج إلى نبع الماء وطرح فيه الملح وقال: «هكذا قال الرب: قد أبرأت هذه المياه. لا يكون فيها أيضا موت ولا جدب».
22 فبرئت المياه إلى هذا اليوم، حسب قول أليشع الذي نطق به.
23 ثم صعد من هناك إلى بيت إيل. وفيما هو صاعد في الطريق إذا بصبيان صغار خرجوا من المدينة وسخروا منه وقالوا له: «اصعد يا أقرع! اصعد يا أقرع!».
24 فالتفت إلى ورائه ونظر إليهم ولعنهم باسم الرب، فخرجت دبتان من الوعر وافترستا منهم اثنين وأربعين ولدا.
25 وذهب من هناك إلى جبل الكرمل، ومن هناك رجع إلى السامرة.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح

__________________

1 وملك يهورام بن أخآب على إسرائيل في السامرة، في السنة الثامنة عشرة ليهوشافاط ملك يهوذا. ملك اثنتي عشرة سنة.
2 وعمل الشر في عيني الرب، ولكن ليس كأبيه وأمه، فإنه أزال تمثال البعل الذي عمله أبوه.
3 إلا أنه لصق بخطايا يربعام بن نباط الذي جعل إسرائيل يخطئ. لم يحد عنها.
4 وكان ميشع ملك موآب صاحب مواش، فأدى لملك إسرائيل مئة ألف خروف ومئة ألف كبش بصوفها.
5 وعند موت أخآب عصى ملك موآب على ملك إسرائيل.
6 وخرج الملك يهورام في ذلك اليوم من السامرة وعد كل إسرائيل.
7 وذهب وأرسل إلى يهوشافاط ملك يهوذا يقول: «قد عصى علي ملك موآب. فهل تذهب معي إلى موآب للحرب؟» فقال: «أصعد. مثلي مثلك. شعبي كشعبك وخيلي كخيلك».
8 فقال: «من أي طريق نصعد؟». فقال: «من طريق برية أدوم».
9 فذهب ملك إسرائيل وملك يهوذا وملك أدوم وداروا مسيرة سبعة أيام. ولم يكن ماء للجيش والبهائم التي تبعتهم.
10 فقال ملك إسرائيل: «آه، على أن الرب قد دعا هؤلاء الثلاثة الملوك ليدفعهم إلى يد موآب!».
11 فقال يهوشافاط: «أليس هنا نبي للرب فنسأل الرب به؟» فأجاب واحد من عبيد ملك إسرائيل وقال: «هنا أليشع بن شافاط الذي كان يصب ماء على يدي إيليا».
12 فقال يهوشافاط: «عنده كلام الرب». فنزل إليه ملك إسرائيل ويهوشافاط وملك أدوم.
13 فقال أليشع لملك إسرائيل: «ما لي ولك! اذهب إلى أنبياء أبيك وإلى أنبياء أمك». فقال له ملك إسرائيل: «كلا. لأن الرب قد دعا هؤلاء الثلاثة الملوك ليدفعهم إلى يد موآب».
14 فقال أليشع: «حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه، إنه لولا أني رافع وجه يهوشافاط ملك يهوذا، لما كنت أنظر إليك ولا أراك.
15 والآن فأتوني بعواد». ولما ضرب العواد بالعود كانت عليه يد الرب،
16 فقال: «هكذا قال الرب: اجعلوا هذا الوادي جبابا جبابا.
17 لأنه هكذا قال الرب: لا ترون ريحا ولا ترون مطرا وهذا الوادي يمتلئ ماء، فتشربون أنتم وماشيتكم وبهائمكم.
18 وذلك يسير في عيني الرب، فيدفع موآب إلى أيديكم.
19 فتضربون كل مدينة محصنة، وكل مدينة مختارة، وتقطعون كل شجرة طيبة، وتطمون جميع عيون الماء، وتفسدون كل حقلة جيدة بالحجارة».
20 وفي الصباح عند إصعاد التقدمة إذا مياه آتية عن طريق أدوم، فامتلأت الأرض ماء.
21 ولما سمع كل الموآبيين أن الملوك قد صعدوا لمحاربتهم جمعوا كل متقلدي السلاح فما فوق، ووقفوا على التخم.
22 وبكروا صباحا والشمس أشرقت على المياه، ورأى الموآبيون مقابلهم المياه حمراء كالدم.
23 فقالوا: «هذا دم! قد تحارب الملوك وضرب بعضهم بعضا، والآن فإلى النهب يا موآب».
24 وأتوا إلى محلة إسرائيل، فقام إسرائيل وضربوا الموآبيين فهربوا من أمامهم، فدخلوها وهم يضربون الموآبيين.
25 وهدموا المدن، وكان كل واحد يلقي حجره في كل حقلة جيدة حتى ملأوها، وطموا جميع عيون الماء وقطعوا كل شجرة طيبة. ولكنهم أبقوا في «قير حارسة» حجارتها. واستدار أصحاب المقاليع وضربوها.
26 فلما رأى ملك موآب أن الحرب قد اشتدت عليه أخذ معه سبع مئة رجل مستلي السيوف لكي يشقوا إلى ملك أدوم، فلم يقدروا.
27 فأخذ ابنه البكر الذي كان ملك عوضا عنه، وأصعده محرقة على السور. فكان غيظ عظيم على إسرائيل. فانصرفوا عنه ورجعوا إلى أرضهم.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح

__________________

1 وصرخت إلى أليشع امرأة من نساء بني الأنبياء قائلة: «إن عبدك زوجي قد مات، وأنت تعلم أن عبدك كان يخاف الرب. فأتى المرابي ليأخذ ولدي له عبدين».
2 فقال لها أليشع: «ماذا أصنع لك؟ أخبريني ماذا لك في البيت؟». فقالت: «ليس لجاريتك شيء في البيت إلا دهنة زيت».
3 فقال: «اذهبي استعيري لنفسك أوعية من خارج، من عند جميع جيرانك، أوعية فارغة. لا تقللي.
4 ثم ادخلي وأغلقي الباب على نفسك وعلى بنيك، وصبي في جميع هذه الأوعية، وما امتلأ انقليه».
5 فذهبت من عنده وأغلقت الباب على نفسها وعلى بنيها. فكانوا هم يقدمون لها الأوعية وهي تصب.
6 ولما امتلأت الأوعية قالت لابنها: «قدم لي أيضا وعاء». فقال لها: «لا يوجد بعد وعاء». فوقف الزيت.
7 فأتت وأخبرت رجل الله فقال: «اذهبي بيعي الزيت وأوفي دينك، وعيشي أنت وبنوك بما بقي».
8 وفي ذات يوم عبر أليشع إلى شونم. وكانت هناك امرأة عظيمة، فأمسكته ليأكل خبزا. وكان كلما عبر يميل إلى هناك ليأكل خبزا.
9 فقالت لرجلها: «قد علمت أنه رجل الله، مقدس الذي يمر علينا دائما.
10 فلنعمل علية على الحائط صغيرة ونضع له هناك سريرا وخوانا وكرسيا ومنارة، حتى إذا جاء إلينا يميل إليها».
11 وفي ذات يوم جاء إلى هناك ومال إلى العلية واضطجع فيها.
12 فقال لجيحزي غلامه: «ادع هذه الشونمية». فدعاها، فوقفت أمامه.
13 فقال له: «قل لها: هوذا قد انزعجت بسببنا كل هذا الانزعاج، فماذا يصنع لك؟ هل لك ما يتكلم به إلى الملك أو إلى رئيس الجيش؟» فقالت: «إنما أنا ساكنة في وسط شعبي».
14 ثم قال: «فماذا يصنع لها؟» فقال جيحزي: «إنه ليس لها ابن، ورجلها قد شاخ».
15 فقال: «ادعها». فدعاها، فوقفت في الباب.
16 فقال: «في هذا الميعاد نحو زمان الحياة تحتضنين ابنا». فقالت: «لا يا سيدي رجل الله. لا تكذب على جاريتك».
17 فحبلت المرأة وولدت ابنا في ذلك الميعاد نحو زمان الحياة، كما قال لها أليشع.
18 وكبر الولد. وفي ذات يوم خرج إلى أبيه إلى الحصادين،
19 وقال لأبيه: «رأسي، رأسي». فقال للغلام: «احمله إلى أمه».
20 فحمله وأتى به إلى أمه، فجلس على ركبتيها إلى الظهر ومات.
21 فصعدت وأضجعته على سرير رجل الله، وأغلقت عليه وخرجت.
22 ونادت رجلها وقالت: «أرسل لي واحدا من الغلمان وإحدى الأتن فأجري إلى رجل الله وأرجع».
23 فقال: «لماذا تذهبين إليه اليوم؟ لا رأس شهر ولا سبت». فقالت: «سلام».
24 وشدت على الأتان، وقالت لغلامها: «سق وسر ولا تتعوق لأجلي في الركوب إن لم أقل لك».
25 وانطلقت حتى جاءت إلى رجل الله إلى جبل الكرمل. فلما رآها رجل الله من بعيد قال لجيحزي غلامه: «هوذا تلك الشونمية.
26 اركض الآن للقائها وقل لها: أسلام لك؟ أسلام لزوجك؟ أسلام للولد؟» فقالت: «سلام».
27 فلما جاءت إلى رجل الله إلى الجبل أمسكت رجليه. فتقدم جيحزي ليدفعها، فقال رجل الله: «دعها لأن نفسها مرة فيها والرب كتم الأمر عني ولم يخبرني».
28 فقالت: «هل طلبت ابنا من سيدي؟ ألم أقل لا تخدعني؟»
29 فقال لجيحزي: «أشدد حقويك وخذ عكازي بيدك وانطلق، وإذا صادفت أحدا فلا تباركه، وإن باركك أحد فلا تجبه. وضع عكازي على وجه الصبي».
30 فقالت أم الصبي: «حي هو الرب، وحية هي نفسك، إني لا أتركك». فقام وتبعها.
31 وجاز جيحزي قدامهما ووضع العكاز على وجه الصبي، فلم يكن صوت ولا مصغ. فرجع للقائه وأخبره قائلا: «لم ينتبه الصبي».
32 ودخل أليشع البيت وإذا بالصبي ميت ومضطجع على سريره.
33 فدخل وأغلق الباب على نفسيهما كليهما، وصلى إلى الرب.
34 ثم صعد واضطجع فوق الصبي ووضع فمه على فمه، وعينيه على عينيه، ويديه على يديه، وتمدد عليه فسخن جسد الولد.
35 ثم عاد وتمشى في البيت تارة إلى هنا وتارة إلى هناك، وصعد وتمدد عليه فعطس الصبي سبع مرات، ثم فتح الصبي عينيه.
36 فدعا جيحزي وقال: «ادع هذه الشونمية» فدعاها. ولما دخلت إليه قال: «احملي ابنك».
37 فأتت وسقطت على رجليه وسجدت إلى الأرض، ثم حملت ابنها وخرجت.
38 ورجع أليشع إلى الجلجال. وكان جوع في الأرض وكان بنو الأنبياء جلوسا أمامه. فقال لغلامه: «ضع القدر الكبيرة، واسلق سليقة لبني الأنبياء».
39 وخرج واحد إلى الحقل ليلتقط بقولا، فوجد يقطينا بريا، فالتقط منه قثاء بريا ملء ثوبه، وأتى وقطعه في قدر السليقة، لأنهم لم يعرفوا.
40 وصبوا للقوم ليأكلوا. وفيما هم يأكلون من السليقة صرخوا وقالوا: «في القدر موت يا رجل الله!». ولم يستطيعوا أن يأكلوا.
41 فقال: «هاتوا دقيقا». فألقاه في القدر وقال: «صب للقوم فيأكلوا». فكأنه لم يكن شيء رديء في القدر.
42 وجاء رجل من بعل شليشة وأحضر لرجل الله خبز باكورة عشرين رغيفا من شعير، وسويقا في جرابه. فقال: «أعط الشعب ليأكلوا».
43 فقال خادمه: «ماذا؟ هل أجعل هذا أمام مئة رجل؟» فقال: «أعط الشعب فيأكلوا، لأنه هكذا قال الرب: يأكلون ويفضل عنهم».
44 فجعل أمامهم فأكلوا، وفضل عنهم حسب قول الرب.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح

__________________

1 وكان نعمان رئيس جيش ملك أرام رجلا عظيما عند سيده مرفوع الوجه، لأنه عن يده أعطى الرب خلاصا لأرام. وكان الرجل جبار بأس، أبرص.
2 وكان الأراميون قد خرجوا غزاة فسبوا من أرض إسرائيل فتاة صغيرة، فكانت بين يدي امرأة نعمان.
3 فقالت لمولاتها: «يا ليت سيدي أمام النبي الذي في السامرة، فإنه كان يشفيه من برصه».
4 فدخل وأخبر سيده قائلا: «كذا وكذا قالت الجارية التي من أرض إسرائيل».
5 فقال ملك أرام: «انطلق ذاهبا، فأرسل كتابا إلى ملك إسرائيل». فذهب وأخذ بيده عشر وزنات من الفضة، وستة آلاف شاقل من الذهب، وعشر حلل من الثياب.
6 وأتى بالكتاب إلى ملك إسرائيل يقول فيه: «فالآن عند وصول هذا الكتاب إليك، هوذا قد أرسلت إليك نعمان عبدي فاشفه من برصه».
7 فلما قرأ ملك إسرائيل الكتاب مزق ثيابه وقال: «هل أنا الله لكي أميت وأحيي، حتى إن هذا يرسل إلي أن أشفي رجلا من برصه؟ فاعلموا وانظروا أنه إنما يتعرض لي».
8 ولما سمع أليشع رجل الله أن ملك إسرائيل قد مزق ثيابه، أرسل إلى الملك يقول: «لماذا مزقت ثيابك؟ ليأت إلي فيعلم أنه يوجد نبي في إسرائيل».
9 فجاء نعمان بخيله ومركباته ووقف عند باب بيت أليشع.
10 فأرسل إليه أليشع رسولا يقول: «اذهب واغتسل سبع مرات في الأردن، فيرجع لحمك إليك وتطهر».
11 فغضب نعمان ومضى وقال: «هوذا قلت إنه يخرج إلي، ويقف ويدعو باسم الرب إلهه، ويردد يده فوق الموضع فيشفي الأبرص.
12 أليس أبانة وفرفر نهرا دمشق أحسن من جميع مياه إسرائيل؟ أما كنت أغتسل بهما فأطهر؟» ورجع ومضى بغيظ.
13 فتقدم عبيده وكلموه وقالوا: «يا أبانا، لو قال لك النبي أمرا عظيما، أما كنت تعمله؟ فكم بالحري إذ قال لك: اغتسل واطهر؟».
14 فنزل وغطس في الأردن سبع مرات، حسب قول رجل الله، فرجع لحمه كلحم صبي صغير وطهر.
15 فرجع إلى رجل الله هو وكل جيشه ودخل ووقف أمامه وقال: «هوذا قد عرفت أنه ليس إله في كل الأرض إلا في إسرائيل، والآن فخذ بركة من عبدك».
16 فقال: «حي هو الرب الذي أنا واقف أمامه، إني لا آخذ». وألح عليه أن يأخذ فأبى.
17 فقال نعمان: «أما يعطى لعبدك حمل بغلين من التراب، لأنه لا يقرب بعد عبدك محرقة ولا ذبيحة لآلهة أخرى بل للرب.
18 عن هذا الأمر يصفح الرب لعبدك: عند دخول سيدي إلى بيت رمون ليسجد هناك، ويستند على يدي فأسجد في بيت رمون، فعند سجودي في بيت رمون يصفح الرب لعبدك عن هذا الأمر».
19 فقال له: «امض بسلام». ولما مضى من عنده مسافة من الأرض،
20 قال جيحزي غلام أليشع رجل الله: «هوذا سيدي قد امتنع عن أن يأخذ من يد نعمان الأرامي هذا ما أحضره. حي هو الرب، إني أجري وراءه وآخذ منه شيئا».
21 فسار جيحزي وراء نعمان. ولما رآه نعمان راكضا وراءه نزل عن المركبة للقائه وقال: «أسلام؟».
22 فقال: «سلام. إن سيدي قد أرسلني قائلا: هوذا في هذا الوقت قد جاء إلي غلامان من جبل أفرايم من بني الأنبياء، فأعطهما وزنة فضة وحلتي ثياب».
23 فقال نعمان: «اقبل وخذ وزنتين». وألح عليه، وصر وزنتي فضة في كيسين، وحلتي الثياب، ودفعها لغلاميه فحملاها قدامه.
24 ولما وصل إلى الأكمة أخذها من أيديهما وأودعها في البيت وأطلق الرجلين فانطلقا.
25 وأما هو فدخل ووقف أمام سيده. فقال له أليشع: «من أين يا جيحزي؟» فقال: «لم يذهب عبدك إلى هنا أو هناك».
26 فقال له: «ألم يذهب قلبي حين رجع الرجل من مركبته للقائك؟ أهو وقت لأخذ الفضة ولأخذ ثياب وزيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وجوار؟
27 فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد». فخرج من أمامه أبرص كالثلج.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح

__________________

1 وقال بنو الأنبياء لأليشع: «هوذا الموضع الذي نحن مقيمون فيه أمامك ضيق علينا.
2 فلنذهب إلى الأردن ونأخذ من هناك كل واحد خشبة، ونعمل لأنفسنا هناك موضعا لنقيم فيه». فقال: «اذهبوا».
3 فقال واحد: «اقبل واذهب مع عبيدك». فقال: «إني أذهب».
4 فانطلق معهم. ولما وصلوا إلى الأردن قطعوا خشبا.
5 وإذ كان واحد يقطع خشبة، وقع الحديد في الماء. فصرخ وقال: «آه يا سيدي! لأنه عارية».
6 فقال رجل الله: «أين سقط؟» فأراه الموضع، فقطع عودا وألقاه هناك، فطفا الحديد.
7 فقال: «ارفعه لنفسك». فمد يده وأخذه.
8 وأما ملك أرام فكان يحارب إسرائيل، وتآمر مع عبيده قائلا: «في المكان الفلاني تكون محلتي».
9 فأرسل رجل الله إلى ملك إسرائيل يقول: «احذر من أن تعبر بهذا الموضع، لأن الأراميين حالون هناك».
10 فأرسل ملك إسرائيل إلى الموضع الذي قال له عنه رجل الله وحذره منه وتحفظ هناك، لا مرة ولا مرتين.
11 فاضطرب قلب ملك أرام من هذا الأمر، ودعا عبيده وقال لهم: «أما تخبرونني من منا هو لملك إسرائيل؟»
12 فقال واحد من عبيده: «ليس هكذا يا سيدي الملك. ولكن أليشع النبي الذي في إسرائيل، يخبر ملك إسرائيل بالأمور التي تتكلم بها في مخدع مضطجعك».
13 فقال: «اذهبوا وانظروا أين هو، فأرسل وآخذه». فأخبر وقيل له: «هوذا هو في دوثان».
14 فأرسل إلى هناك خيلا ومركبات وجيشا ثقيلا، وجاءوا ليلا وأحاطوا بالمدينة.
15 فبكر خادم رجل الله وقام وخرج، وإذا جيش محيط بالمدينة وخيل ومركبات. فقال غلامه له: «آه يا سيدي! كيف نعمل؟»
16 فقال: «لا تخف، لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم».
17 وصلى أليشع وقال: «يا رب، افتح عينيه فيبصر». ففتح الرب عيني الغلام فأبصر، وإذا الجبل مملوء خيلا ومركبات نار حول أليشع.
18 ولما نزلوا إليه صلى أليشع إلى الرب وقال: «اضرب هؤلاء الأمم بالعمى». فضربهم بالعمى كقول أليشع.
19 فقال لهم أليشع: «ليست هذه هي الطريق، ولا هذه هي المدينة. اتبعوني فأسير بكم إلى الرجل الذي تفتشون عليه». فسار بهم إلى السامرة.
20 فلما دخلوا السامرة قال أليشع: «يا رب افتح أعين هؤلاء فيبصروا». ففتح الرب أعينهم فأبصروا وإذا هم في وسط السامرة.
21 فقال ملك إسرائيل لأليشع لما رآهم: «هل أضرب؟ هل أضرب يا أبي؟»
22 فقال: «لا تضرب. تضرب الذين سبيتهم بسيفك وبقوسك. ضع خبزا وماء أمامهم فيأكلوا ويشربوا، ثم ينطلقوا إلى سيدهم».
23 فأولم لهم وليمة عظيمة فأكلوا وشربوا، ثم أطلقهم فانطلقوا إلى سيدهم. ولم تعد أيضا جيوش أرام تدخل إلى أرض إسرائيل.
24 وكان بعد ذلك أن بنهدد ملك أرام جمع كل جيشه وصعد فحاصر السامرة.
25 وكان جوع شديد في السامرة. وهم حاصروها حتى صار رأس الحمار بثمانين من الفضة، وربع القاب من زبل الحمام بخمس من الفضة.
26 وبينما كان ملك إسرائيل جائزا على السور صرخت امرأة إليه تقول: «خلص يا سيدي الملك».
27 فقال: «لا! يخلصك الرب. من أين أخلصك؟ أمن البيدر أو من المعصرة؟»
28 ثم قال لها الملك: «ما لك؟» فقالت: «إن هذه المرأة قد قالت لي: هاتي ابنك فنأكله اليوم ثم، نأكل ابني غدا.
29 فسلقنا ابني وأكلناه. ثم قلت لها في اليوم الآخر: هاتي ابنك فنأكله فخبأت ابنها».
30 فلما سمع الملك كلام المرأة مزق ثيابه وهو مجتاز على السور، فنظر الشعب وإذا مسح من داخل على جسده.
31 فقال: «هكذا يصنع لي الله وهكذا يزيد، إن قام رأس أليشع بن شافاط عليه اليوم».
32 وكان أليشع جالسا في بيته والشيوخ جلوسا عنده. فأرسل رجلا من أمامه. وقبلما أتى الرسول إليه قال للشيوخ: «هل رأيتم أن ابن القاتل هذا قد أرسل لكي يقطع رأسي؟ انظروا! إذا جاء الرسول فأغلقوا الباب واحصروه عند الباب. أليس صوت قدمي سيده وراءه؟».
33 وبينما هو يكلمهم إذا بالرسول نازل إليه. فقال: «هوذا هذا الشر هو من قبل الرب. ماذا أنتظر من الرب بعد؟».


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح

__________________

1 وقال أليشع: «اسمعوا كلام الرب. هكذا قال الرب: في مثل هذا الوقت غدا تكون كيلة الدقيق بشاقل، وكيلتا الشعير بشاقل في باب السامرة».
2 وإن جنديا للملك كان يستند على يده أجاب رجل الله وقال: «هوذا الرب يصنع كوى في السماء! هل يكون هذا الأمر؟» فقال: «إنك ترى بعينيك، ولكن لا تأكل منه».
3 وكان أربعة رجال برص عند مدخل الباب، فقال أحدهم لصاحبه: «لماذا نحن جالسون هنا حتى نموت؟
4 إذا قلنا ندخل المدينة، فالجوع في المدينة فنموت فيها. وإذا جلسنا هنا نموت. فالآن هلم نسقط إلى محلة الأراميين، فإن استحيونا حيينا، وإن قتلونا متنا».
5 فقاموا في العشاء ليذهبوا إلى محلة الأراميين. فجاءوا إلى آخر محلة الأراميين فلم يكن هناك أحد.
6 فإن الرب أسمع جيش الأراميين صوت مركبات وصوت خيل، صوت جيش عظيم. فقالوا الواحد لأخيه: «هوذا ملك إسرائيل قد استأجر ضدنا ملوك الحثيين وملوك المصريين ليأتوا علينا».
7 فقاموا وهربوا في العشاء وتركوا خيامهم وخيلهم وحميرهم، المحلة كما هي، وهربوا لأجل نجاة أنفسهم.
8 وجاء هؤلاء البرص إلى آخر المحلة ودخلوا خيمة واحدة، فأكلوا وشربوا وحملوا منها فضة وذهبا وثيابا ومضوا وطمروها. ثم رجعوا ودخلوا خيمة أخرى وحملوا منها ومضوا وطمروا.
9 ثم قال بعضهم لبعض: «لسنا عاملين حسنا. هذا اليوم هو يوم بشارة ونحن ساكتون، فإن انتظرنا إلى ضوء الصباح يصادفنا شر. فهلم الآن ندخل ونخبر بيت الملك».
10 فجاءوا ودعوا بواب المدينة وأخبروه قائلين: «إننا دخلنا محلة الأراميين فلم يكن هناك أحد ولا صوت إنسان، ولكن خيل مربوطة وحمير مربوطة وخيام كما هي».
11 فدعا البوابين فأخبروا بيت الملك داخلا.
12 فقام الملك ليلا وقال لعبيده: «لأخبرنكم ما فعل لنا الأراميون. علموا أننا جياع فخرجوا من المحلة ليختبئوا في حقل قائلين: إذا خرجوا من المدينة قبضنا عليهم أحياء ودخلنا المدينة».
13 فأجاب واحد من عبيده وقال: «فليأخذوا خمسة من الخيل الباقية التي بقيت فيها. هي نظير كل جمهور إسرائيل الذين بقوا بها، أو هي نظير كل جمهور إسرائيل الذين فنوا. فنرسل ونرى».
14 فأخذوا مركبتي خيل. وأرسل الملك وراء جيش الأراميين قائلا: «اذهبوا وانظروا».
15 فانطلقوا وراءهم إلى الأردن، وإذا كل الطريق ملآن ثيابا وآنية قد طرحها الأراميون من عجلتهم. فرجع الرسل وأخبروا الملك.
16 فخرج الشعب ونهبوا محلة الأراميين. فكانت كيلة الدقيق بشاقل، وكيلتا الشعير بشاقل حسب كلام الرب.
17 وأقام الملك على الباب الجندي الذي كان يستند على يده، فداسه الشعب في الباب، فمات كما قال رجل الله الذي تكلم عند نزول الملك إليه.
18 فإنه لما تكلم رجل الله إلى الملك قائلا: «كيلتا شعير بشاقل وكيلة دقيق بشاقل تكون في مثل هذا الوقت غدا في باب السامرة»
19 وأجاب الجندي رجل الله وقال: «هوذا الرب يصنع كوى في السماء! هل يكون مثل هذا الأمر؟» قال: «إنك ترى بعينيك ولكنك لا تأكل منه».
20 فكان له كذلك. داسه الشعب في الباب فمات.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح

__________________

1 وكلم أليشع المرأة التي أحيا ابنها قائلا: «قومي وانطلقي أنت وبيتك وتغربي حيثما تتغربي، لأن الرب قد دعا بجوع فيأتي أيضا على الأرض سبع سنين».
2 فقامت المرأة وفعلت حسب كلام رجل الله، وانطلقت هي وبيتها وتغربت في أرض الفلسطينيين سبع سنين.
3 وفي نهاية السنين السبع رجعت المرأة من أرض الفلسطينيين، وخرجت لتصرخ إلى الملك لأجل بيتها وحقلها.
4 وكلم الملك جيحزي غلام رجل الله قائلا: «قص علي جميع العظائم التي فعلها أليشع».
5 وفيما هو يقص على الملك كيف أنه أحيا الميت، إذا بالمرأة التي أحيا ابنها تصرخ إلى الملك لأجل بيتها وحقلها. فقال جيحزي: «يا سيدي الملك، هذه هي المرأة وهذا هو ابنها الذي أحياه أليشع».
6 فسأل الملك المرأة فقصت عليه ذلك، فأعطاها الملك خصيا قائلا: «أرجع كل ما لها وجميع غلات الحقل من حين تركت الأرض إلى الآن».
7 وجاء أليشع إلى دمشق. وكان بنهدد ملك أرام مريضا، فأخبر وقيل له: «قد جاء رجل الله إلى هنا».
8 فقال الملك لحزائيل: «خذ بيدك هدية واذهب لاستقبال رجل الله، واسأل الرب به قائلا: هل أشفى من مرضي هذا؟».
9 فذهب حزائيل لاستقباله وأخذ هدية بيده، ومن كل خيرات دمشق حمل أربعين جملا، وجاء ووقف أمامه وقال: «إن ابنك بنهدد ملك أرام قد أرسلني إليك قائلا: هل أشفى من مرضي هذا؟»
10 فقال له أليشع: «اذهب وقل له: شفاء تشفى. وقد أراني الرب أنه يموت موتا».
11 فجعل نظره عليه وثبته حتى خجل، فبكى رجل الله.
12 فقال حزائيل: «لماذا يبكي سيدي؟» فقال: «لأني علمت ما ستفعله ببني إسرائيل من الشر، فإنك تطلق النار في حصونهم، وتقتل شبانهم بالسيف، وتحطم أطفالهم، وتشق حواملهم».
13 فقال حزائيل: «ومن هو عبدك الكلب حتى يفعل هذا الأمر العظيم؟» فقال أليشع: «قد أراني الرب إياك ملكا على أرام».
14 فانطلق من عند أليشع ودخل إلى سيده فقال له: «ماذا قال لك أليشع؟» فقال: «قال لي إنك تحيا».
15 وفي الغد أخذ اللبدة وغمسها بالماء، ونشرها على وجهه ومات، وملك حزائيل عوضا عنه.
16 وفي السنة الخامسة ليورام بن أخآب ملك إسرائيل ويهوشافاط ملك يهوذا، ملك يهورام بن يهوشافاط ملك يهوذا.
17 كان ابن اثنتين وثلاثين سنة حين ملك، وملك ثماني سنين في أورشليم.
18 وسار في طريق ملوك إسرائيل كما فعل بيت أخآب، لأن بنت أخآب كانت له امرأة، وعمل الشر في عيني الرب.
19 ولم يشإ الرب أن يبيد يهوذا من أجل داود عبده، كما قال إنه يعطيه سراجا ولبنيه كل الأيام.
20 في أيامه عصى أدوم من تحت يد يهوذا وملكوا على أنفسهم ملكا.
21 وعبر يورام إلى صعير وجميع المركبات معه، وقام ليلا وضرب أدوم المحيط به ورؤساء المركبات. وهرب الشعب إلى خيامهم.
22 وعصى أدوم من تحت يد يهوذا إلى هذا اليوم. حينئذ عصت لبنة في ذلك الوقت.
23 وبقية أمور يورام وكل ما صنع، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا؟
24 واضطجع يورام مع آبائه، ودفن مع آبائه في مدينة داود، وملك أخزيا ابنه عوضا عنه.
25 في السنة الثانية عشرة ليورام بن أخآب ملك إسرائيل، ملك أخزيا بن يهورام ملك يهوذا.
26 وكان أخزيا ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك، وملك سنة واحدة في أورشليم، واسم أمه عثليا بنت عمري ملك إسرائيل.
27 وسار في طريق بيت أخآب، وعمل الشر في عيني الرب كبيت أخآب، لأنه كان صهر بيت أخآب.
28 وانطلق مع يورام بن أخآب لمقاتلة حزائيل ملك أرام في راموت جلعاد، فضرب الأراميون يورام.
29 فرجع يورام الملك ليبرأ في يزرعيل من الجروح التي جرحه بها الأراميون في راموت عند مقاتلته حزائيل ملك أرام. ونزل أخزيا بن يهورام ملك يهوذا ليرى يورام بن أخآب في يزرعيل لأنه كان مريضا.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح

__________________

1 ودعا أليشع النبي واحدا من بني الأنبياء وقال له: «شد حقويك وخذ قنينة الدهن هذه بيدك، واذهب إلى راموت جلعاد.
2 وإذا وصلت إلى هناك فانظر هناك ياهو بن يهوشافاط بن نمشي، وادخل وأقمه من وسط إخوته، وادخل به إلى مخدع داخل مخدع.
3 ثم خذ قنينة الدهن وصب على رأسه وقل: هكذا قال الرب: قد مسحتك ملكا على إسرائيل. ثم افتح الباب واهرب ولا تنتظر».
4 فانطلق الغلام، أي الغلام النبي إلى راموت جلعاد
5 ودخل وإذا قواد الجيش جلوس. فقال: «لي كلام معك يا قائد». فقال ياهو: «مع من منا كلنا؟». فقال: «معك أيها القائد».
6 فقام ودخل البيت، فصب الدهن على رأسه وقال له: «هكذا قال الرب إله إسرائيل: قد مسحتك ملكا على شعب الرب إسرائيل،
7 فتضرب بيت أخآب سيدك. وأنتقم لدماء عبيدي الأنبياء، ودماء جميع عبيد الرب من يد إيزابل.
8 فيبيد كل بيت أخآب، وأستأصل لأخآب كل بائل بحائط ومحجوز ومطلق في إسرائيل.
9 وأجعل بيت أخآب كبيت يربعام بن نباط، وكبيت بعشا بن أخيا.
10 وتأكل الكلاب إيزابل في حقل يزرعيل وليس من يدفنها». ثم فتح الباب وهرب.
11 وأما ياهو فخرج إلى عبيد سيده، فقيل له: «أسلام؟ لماذا جاء هذا المجنون إليك؟» فقال لهم: «أنتم تعرفون الرجل وكلامه».
12 فقالوا: «كذب. فأخبرنا». فقال: «بكذا وكذا كلمني قائلا: هكذا قال الرب: قد مسحتك ملكا على إسرائيل».
13 فبادر كل واحد وأخذ ثوبه ووضعه تحته على الدرج نفسه، وضربوا بالبوق وقالوا: «قد ملك ياهو».
14 وعصى ياهو بن يهوشافاط بن نمشي على يورام. وكان يورام يحافظ على راموت جلعاد هو وكل إسرائيل من حزائيل ملك أرام.
15 ورجع يهورام الملك لكي يبرأ في يزرعيل من الجروح التي ضربه بها الأراميون حين قاتل حزائيل ملك أرام. فقال ياهو: «إن كان في أنفسكم، لا يخرج منهزم من المدينة لكي ينطلق فيخبر في يزرعيل».
16 وركب ياهو وذهب إلى يزرعيل، لأن يورام كان مضطجعا هناك. ونزل أخزيا ملك يهوذا ليرى يورام.
17 وكان الرقيب واقفا على البرج في يزرعيل، فرأى جماعة ياهو عند إقباله، فقال: «إني أرى جماعة». فقال يهورام: «خذ فارسا وأرسله للقائهم، فيقول: أسلام؟»
18 فذهب راكب الفرس للقائه وقال: «هكذا يقول الملك: أسلام؟» فقال ياهو: «ما لك وللسلام؟ در إلى ورائي». فأخبر الرقيب قائلا: «قد وصل الرسول إليهم ولم يرجع».
19 فأرسل راكب فرس ثانيا، فلما وصل إليهم قال: «هكذا يقول الملك: أسلام؟» فقال ياهو: «ما لك وللسلام؟ در إلى ورائي».
20 فأخبر الرقيب قائلا: «قد وصل إليهم ولم يرجع. والسوق كسوق ياهو بن نمشي، لأنه يسوق بجنون».
21 فقال يهورام: «اشدد». فشدت مركبته، وخرج يهورام ملك إسرائيل وأخزيا ملك يهوذا، كل واحد في مركبته، خرجا للقاء ياهو. فصادفاه عند حقلة نابوت اليزرعيلي.
22 فلما رأى يهورام ياهو قال: «أسلام يا ياهو؟» فقال: «أي سلام ما دام زنى إيزابل أمك وسحرها الكثير؟»
23 فرد يهورام يديه وهرب، وقال لأخزيا: «خيانة يا أخزيا!»
24 فقبض ياهو بيده على القوس وضرب يهورام بين ذراعيه، فخرج السهم من قلبه فسقط في مركبته.
25 وقال لبدقر ثالثه: «ارفعه وألقه في حصة حقل نابوت اليزرعيلي. واذكر كيف إذ ركبت أنا وإياك معا وراء أخآب أبيه، جعل الرب عليه هذا الحمل.
26 ألم أر أمسا دم نابوت ودماء بنيه يقول الرب، فأجازيك في هذه الحقلة يقول الرب. فالآن ارفعه وألقه في الحقلة حسب قول الرب».
27 ولما رأى ذلك أخزيا ملك يهوذا هرب في طريق بيت البستان، فطارده ياهو وقال: «اضربوه». فضربوه أيضا في المركبة في عقبة جور التي عند يبلعام. فهرب إلى مجدو ومات هناك.
28 فأركبه عبيده إلى أورشليم ودفنوه في قبره مع آبائه في مدينة داود.
29 في السنة الحادية عشرة ليورام بن أخآب، ملك أخزيا على يهوذا.
30 فجاء ياهو إلى يزرعيل. ولما سمعت إيزابل كحلت بالأثمد عينيها، وزينت رأسها وتطلعت من كوة.
31 وعند دخول ياهو الباب قالت: «أسلام لزمري قاتل سيده؟»
32 فرفع وجهه نحو الكوة وقال: «من معي؟ من؟» فأشرف عليه اثنان أو ثلاثة من الخصيان.
33 فقال: «اطرحوها». فطرحوها، فسال من دمها على الحائط وعلى الخيل فداسها.
34 ودخل وأكل وشرب ثم قال: «افتقدوا هذه الملعونة وادفنوها، لأنها بنت ملك».
35 ولما مضوا ليدفنوها، لم يجدوا منها إلا الجمجمة والرجلين وكفي اليدين.
36 فرجعوا وأخبروه، فقال: «إنه كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبده إيليا التشبي قائلا: في حقل يزرعيل تأكل الكلاب لحم إيزابل.
37 وتكون جثة إيزابل كدمنة على وجه الحقل في قسم يزرعيل حتى لا يقولوا: هذه إيزابل».


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح
10 

__________________

1 وكان لأخآب سبعون ابنا في السامرة. فكتب ياهو رسائل وأرسلها إلى السامرة، إلى رؤساء يزرعيل الشيوخ وإلى مربي أخآب قائلا:
2 «فالآن عند وصول هذه الرسالة إليكم، إذ عندكم بنو سيدكم، وعندكم مركبات وخيل ومدينة محصنة وسلاح،
3 انظروا الأفضل والأصلح من بني سيدكم واجعلوه على كرسي أبيه، وحاربوا عن بيت سيدكم».
4 فخافوا جدا جدا وقالوا: «هوذا ملكان لم يقفا أمامه، فكيف نقف نحن؟»
5 فأرسل الذي على البيت والذي على المدينة والشيوخ والمربون إلى ياهو قائلين: «عبيدك نحن، وكل ما قلت لنا نفعله. لا نملك أحدا. ما يحسن في عينيك فافعله».
6 فكتب إليهم رسالة ثانية قائلا: «إن كنتم لي وسمعتم لقولي، فخذوا رؤوس الرجال بني سيدكم، وتعالوا إلي في نحو هذا الوقت غدا إلى يزرعيل». وبنو الملك سبعون رجلا كانوا مع عظماء المدينة الذين ربوهم.
7 فلما وصلت الرسالة إليهم أخذوا بني الملك وقتلوا سبعين رجلا ووضعوا رؤوسهم في سلال وأرسلوها إليه إلى يزرعيل.
8 فجاء الرسول وأخبره قائلا: «قد أتوا برؤوس بني الملك». فقال: «اجعلوها كومتين في مدخل الباب إلى الصباح».
9 وفي الصباح خرج ووقف وقال لجميع الشعب: «أنتم أبرياء. هأنذا قد عصيت على سيدي وقتلته، ولكن من قتل كل هؤلاء؟
10 فاعلموا الآن أنه لا يسقط من كلام الرب إلى الأرض الذي تكلم به الرب على بيت أخآب، وقد فعل الرب ما تكلم به عن يد عبده إيليا».
11 وقتل ياهو كل الذين بقوا لبيت أخآب في يزرعيل وكل عظمائه ومعارفه وكهنته، حتى لم يبق له شاردا.
12 ثم قام وجاء سائرا إلى السامرة. وإذ كان عند بيت عقد الرعاة في الطريق،
13 صادف ياهو إخوة أخزيا ملك يهوذا، فقال: «من أنتم؟» فقالوا: «نحن إخوة أخزيا، ونحن نازلون لنسلم على بني الملك وبني الملكة».
14 فقال: «أمسكوهم أحياء». فأمسكوهم أحياء وقتلوهم عند بئر بيت عقد، اثنين وأربعين رجلا ولم يبق منهم أحدا.
15 ثم انطلق من هناك فصادف يهوناداب بن ركاب يلاقيه، فباركه وقال له: «هل قلبك مستقيم نظير قلبي مع قلبك؟» فقال يهوناداب: «نعم ونعم». «هات يدك». فأعطاه يده، فأصعده إليه إلى المركبة.
16 وقال: «هلم معي وانظر غيرتي للرب». وأركبه معه في مركبته.
17 وجاء إلى السامرة، وقتل جميع الذين بقوا لأخآب في السامرة حتى أفناه، حسب كلام الرب الذي كلم به إيليا.
18 ثم جمع ياهو كل الشعب وقال لهم: «إن أخآب قد عبد البعل قليلا، وأما ياهو فإنه يعبده كثيرا.
19 والآن فادعوا إلي جميع أنبياء البعل وكل عابديه وكل كهنته. لا يفقد أحد، لأن لي ذبيحة عظيمة للبعل. كل من فقد لا يعيش». وقد فعل ياهو بمكر لكي يفني عبدة البعل.
20 وقال ياهو: «قدسوا اعتكافا للبعل». فنادوا به.
21 وأرسل ياهو في كل إسرائيل، فأتى جميع عبدة البعل ولم يبق أحد إلا أتى، ودخلوا بيت البعل، فامتلأ بيت البعل من جانب إلى جانب.
22 فقال للذي على الملابس: «أخرج ملابس لكل عبدة البعل». فأخرج لهم ملابس.
23 ودخل ياهو ويهوناداب بن ركاب إلى بيت البعل. فقال لعبدة البعل: «فتشوا وانظروا لئلا يكون معكم ههنا أحد من عبيد الرب، ولكن عبدة البعل وحدهم».
24 ودخلوا ليقربوا ذبائح ومحرقات. وأما ياهو فأقام خارجا ثمانين رجلا وقال: «الرجل الذي ينجو من الرجال الذين أتيت بهم إلى أيديكم تكون أنفسكم بدل نفسه».
25 ولما انتهوا من تقريب المحرقة قال ياهو للسعاة والثوالث: «ادخلوا اضربوهم. لا يخرج أحد». فضربوهم بحد السيف، وطرحهم السعاة والثوالث. وساروا إلى مدينة بيت البعل،
26 وأخرجوا تماثيل بيت البعل وأحرقوها،
27 وكسروا تمثال البعل، وهدموا بيت البعل، وجعلوه مزبلة إلى هذا اليوم.
28 واستأصل ياهو البعل من إسرائيل.
29 ولكن خطايا يربعام بن نباط الذي جعل إسرائيل يخطئ لم يحد ياهو عنها، أي عجول الذهب التي في بيت إيل والتي في دان.
30 وقال الرب لياهو: «من أجل أنك قد أحسنت بعمل ما هو مستقيم في عيني، وحسب كل ما بقلبي فعلت ببيت أخآب، فأبناؤك إلى الجيل الرابع يجلسون على كرسي إسرائيل».
31 ولكن ياهو لم يتحفظ للسلوك في شريعة الرب إله إسرائيل من كل قلبه. لم يحد عن خطايا يربعام الذي جعل إسرائيل يخطئ.
32 في تلك الأيام ابتدأ الرب يقص إسرائيل، فضربهم حزائيل في جميع تخوم إسرائيل
33 من الأردن لجهة مشرق الشمس، جميع أرض جلعاد الجاديين والرأوبينيين والمنسيين، من عروعير التي على وادي أرنون وجلعاد وباشان.
34 وبقية أمور ياهو وكل ما عمل وكل جبروته، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل؟
35 واضطجع ياهو مع آبائه فدفنوه في السامرة، وملك يهوأحاز ابنه عوضا عنه.
36 وكانت الأيام التي ملك فيها ياهو على إسرائيل في السامرة ثمانيا وعشرين سنة.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح
11 

__________________

1 فلما رأت عثليا أم أخزيا، أن ابنها قد مات، قامت فأبادت جميع النسل الملكي.
2 فأخذت يهوشبع بنت الملك يورام، أخت أخزيا، يوآش بن أخزيا وسرقته من وسط بني الملك الذين قتلوا، هو ومرضعته من مخدع السرير، وخبأوه من وجه عثليا فلم يقتل.
3 وكان معها في بيت الرب مختبئا ست سنين. وعثليا مالكة على الأرض.
4 وفي السنة السابعة أرسل يهوياداع فأخذ رؤساء مئات الجلادين والسعاة، وأدخلهم إليه إلى بيت الرب، وقطع معهم عهدا واستحلفهم في بيت الرب وأراهم ابن الملك.
5 وأمرهم قائلا: «هذا ما تفعلونه: الثلث منكم الذين يدخلون في السبت يحرسون حراسة بيت الملك،
6 والثلث على باب سور، والثلث على الباب وراء السعاة. فتحرسون حراسة البيت للصد.
7 والفرقتان منكم، جميع الخارجين في السبت، يحرسون حراسة بيت الرب حول الملك.
8 وتحيطون بالملك حواليه، كل واحد سلاحه بيده. ومن دخل الصفوف يقتل. وكونوا مع الملك في خروجه ودخوله».
9 ففعل رؤساء المئات حسب كل ما أمر به يهوياداع الكاهن، وأخذوا كل واحد رجاله الداخلين في السبت مع الخارجين في السبت، وجاءوا إلى يهوياداع الكاهن.
10 فأعطى الكاهن لرؤساء المئات الحراب والأتراس التي للملك داود التي في بيت الرب.
11 ووقف السعاة كل واحد سلاحه بيده من جانب البيت الأيمن إلى جانب البيت الأيسر حول المذبح والبيت، حول الملك مستديرين.
12 وأخرج ابن الملك ووضع عليه التاج وأعطاه الشهادة، فملكوه ومسحوه وصفقوا وقالوا: «ليحي الملك».
13 ولما سمعت عثليا صوت السعاة والشعب، دخلت إلى الشعب إلى بيت الرب،
14 ونظرت وإذا الملك واقف على المنبر حسب العادة، والرؤساء ونافخو الأبواق بجانب الملك، وكل شعب الأرض يفرحون ويضربون بالأبواق. فشقت عثليا ثيابها وصرخت: «خيانة، خيانة!».
15 فأمر يهوياداع الكاهن رؤساء المئات، قواد الجيش وقال لهم: «أخرجوها إلى خارج الصفوف، والذي يتبعها اقتلوه بالسيف». لأن الكاهن قال: «لا تقتل في بيت الرب».
16 فألقوا عليها الأيادي، ومضت في طريق مدخل الخيل إلى بيت الملك، وقتلت هناك.
17 وقطع يهوياداع عهدا بين الرب وبين الملك والشعب ليكونوا شعبا للرب، وبين الملك والشعب.
18 ودخل جميع شعب الأرض إلى بيت البعل وهدموا مذابحه وكسروا تماثيله تماما، وقتلوا متان كاهن البعل أمام المذابح. وجعل الكاهن نظارا على بيت الرب.
19 وأخذ رؤساء المئات والجلادين والسعاة وكل شعب الأرض، فأنزلوا الملك من بيت الرب وأتوا في طريق باب السعاة إلى بيت الملك، فجلس على كرسي الملوك.
20 وفرح جميع شعب الأرض، واستراحت المدينة. وقتلوا عثليا بالسيف عند بيت الملك.
21 كان يهوآش ابن سبع سنين حين ملك.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح
12 

__________________

1 في السنة السابعة لياهو، ملك يهوآش. ملك أربعين سنة في أورشليم، واسم أمه ظبية من بئر سبع.
2 وعمل يهوآش ما هو مستقيم في عيني الرب كل أيامه التي فيها علمه يهوياداع الكاهن،
3 إلا أن المرتفعات لم تنتزع، بل كان الشعب لا يزالون يذبحون ويوقدون على المرتفعات.
4 وقال يهوآش للكهنة: «جميع فضة الأقداس التي أدخلت إلى بيت الرب، الفضة الرائجة، فضة كل واحد حسب النفوس المقومة، كل فضة يخطر ببال إنسان أن يدخلها إلى بيت الرب،
5 ليأخذها الكهنة لأنفسهم كل واحد من عند صاحبه، وهم يرممون ما تهدم من البيت، كل ما وجد فيه متهدما».
6 وفي السنة الثالثة والعشرين للملك يهوآش لم تكن الكهنة رمموا ما تهدم من البيت.
7 فدعا الملك يهوآش يهوياداع الكاهن والكهنة وقال لهم: «لماذا لم ترمموا ما تهدم من البيت؟ فالآن لا تأخذوا فضة من عند أصحابكم، بل اجعلوها لما تهدم من البيت».
8 فوافق الكهنة على أن لا يأخذوا فضة من الشعب، ولا يرمموا ما تهدم من البيت.
9 فأخذ يهوياداع الكاهن صندوقا وثقب ثقبا في غطائه، وجعله بجانب المذبح عن اليمين عند دخول الإنسان إلى بيت الرب. والكهنة حارسو الباب جعلوا فيه كل الفضة المدخلة إلى بيت الرب.
10 وكان لما رأوا الفضة قد كثرت في الصندوق، أنه صعد كاتب الملك والكاهن العظيم وصروا وحسبوا الفضة الموجودة في بيت الرب.
11 ودفعوا الفضة المحسوبة إلى أيدي عاملي الشغل الموكلين على بيت الرب، وأنفقوها للنجارين والبنائين العاملين في بيت الرب،
12 ولبنائي الحيطان ونحاتي الحجارة، ولشراء الأخشاب والحجارة المنحوتة لترميم ما تهدم من بيت الرب، ولكل ما ينفق على البيت لترميمه.
13 إلا أنه لم يعمل لبيت الرب طسوس فضة ولا مقصات ولا مناضح ولا أبواق، كل آنية الذهب وآنية الفضة من الفضة الداخلة إلى بيت الرب،
14 بل كانوا يدفعونها لعاملي الشغل، فكانوا يرممون بها بيت الرب.
15 ولم يحاسبوا الرجال الذين سلموهم الفضة بأيديهم لكي يعطوها لعاملي الشغل، لأنهم كانوا يعملون بأمانة.
16 وأما فضة ذبيحة الإثم وفضة ذبيحة الخطية فلم تدخل إلى بيت الرب، بل كانت للكهنة.
17 حينئذ صعد حزائيل ملك أرام وحارب جت وأخذها، ثم حول حزائيل وجهه ليصعد إلى أورشليم.
18 فأخذ يهوآش ملك يهوذا جميع الأقداس التي قدسها يهوشافاط ويهورام وأخزيا آباؤه ملوك يهوذا، وأقداسه وكل الذهب الموجود في خزائن بيت الرب وبيت الملك، وأرسلها إلى حزائيل ملك أرام فصعد عن أورشليم.
19 وبقية أمور يوآش وكل ما عمل، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا؟
20 وقام عبيده وفتنوا فتنة وقتلوا يوآش في بيت القلعة حيث ينزل إلى سلى.
21 لأن يوزاكار بن شمعة ويهوزاباد بن شومير عبديه ضرباه فمات، فدفنوه مع آبائه في مدينة داود، وملك أمصيا ابنه عوضا عنه.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح
13 

__________________

1 في السنة الثالثة والعشرين ليوآش بن أخزيا ملك يهوذا، ملك يهوأحاز بن ياهو على إسرائيل في السامرة سبع عشرة سنة.
2 وعمل الشر في عيني الرب، وسار وراء خطايا يربعام بن نباط الذي جعل إسرائيل يخطئ. لم يحد عنها.
3 فحمي غضب الرب على إسرائيل، فدفعهم ليد حزائيل ملك أرام، وليد بنهدد بن حزائيل كل الأيام.
4 وتضرع يهوأحاز إلى وجه الرب، فسمع له الرب لأنه رأى ضيق إسرائيل، لأن ملك أرام ضايقهم.
5 وأعطى الرب إسرائيل مخلصا، فخرجوا من تحت يد الأراميين. وأقام بنو إسرائيل في خيامهم كأمس وما قبله.
6 ولكنهم لم يحيدوا عن خطايا بيت يربعام الذي جعل إسرائيل يخطئ، بل ساروا بها. ووقفت السارية أيضا في السامرة.
7 لأنه لم يبق ليهوأحاز شعبا إلا خمسين فارسا وعشر مركبات وعشرة آلاف راجل، لأن ملك أرام أفناهم ووضعهم كالتراب للدوس.
8 وبقية أمور يهوأحاز وكل ما عمل وجبروته، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل؟
9 ثم اضطجع يهوأحاز مع آبائه، فدفنوه في السامرة، وملك يوآش ابنه عوضا عنه.
10 في السنة السابعة والثلاثين ليوآش ملك يهوذا، ملك يهوآش بن يهوأحاز على إسرائيل في السامرة ست عشرة سنة.
11 وعمل الشر في عيني الرب، ولم يحد عن جميع خطايا يربعام بن نباط الذي جعل إسرائيل يخطئ، بل سار بها.
12 وبقية أمور يوآش وكل ما عمل وجبروته وكيف حارب أمصيا ملك يهوذا، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل؟
13 ثم اضطجع يوآش مع آبائه، وجلس يربعام على كرسيه. ودفن يوآش في السامرة مع ملوك إسرائيل.
14 ومرض أليشع مرضه الذي مات به، فنزل إليه يوآش ملك إسرائيل، وبكى على وجهه وقال: «يا أبي، يا أبي، يا مركبة إسرائيل وفرسانها».
15 فقال له أليشع: «خذ قوسا وسهاما». فأخذ لنفسه قوسا وسهاما.
16 ثم قال لملك إسرائيل: «ركب يدك على القوس». فركب يده، ثم وضع أليشع يده على يدي الملك
17 وقال: «افتح الكوة لجهة الشرق». ففتحها. فقال أليشع: «ارم». فرمى. فقال: «سهم خلاص للرب وسهم خلاص من أرام، فإنك تضرب أرام في أفيق إلى الفناء».
18 ثم قال: «خذ السهام». فأخذها. ثم قال لملك إسرائيل: «اضرب على الأرض». فضرب ثلاث مرات ووقف.
19 فغضب عليه رجل الله وقال: «لو ضربت خمس أو ست مرات، حينئذ ضربت أرام إلى الفناء. وأما الآن فإنك إنما تضرب أرام ثلاث مرات».
20 ومات أليشع فدفنوه. وكان غزاة موآب تدخل على الأرض عند دخول السنة.
21 وفيما كانوا يدفنون رجلا إذا بهم قد رأوا الغزاة، فطرحوا الرجل في قبر أليشع، فلما نزل الرجل ومس عظام أليشع عاش وقام على رجليه.
22 وأما حزائيل ملك أرام فضايق إسرائيل كل أيام يهوأحاز،
23 فحن الرب عليهم ورحمهم والتفت إليهم لأجل عهده مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ولم يشأ أن يستأصلهم، ولم يطرحهم عن وجهه حتى الآن.
24 ثم مات حزائيل ملك أرام، وملك بنهدد ابنه عوضا عنه.
25 فعاد يهوآش بن يهوأحاز وأخذ المدن من يد بنهدد بن حزائيل التي أخذها من يد يهوأحاز أبيه بالحرب. ضربه يوآش ثلاث مرات واسترد مدن إسرائيل.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح
14 

__________________

1 في السنة الثانية ليوآش بن يهوأحاز ملك إسرائيل، ملك أمصيا بن يوآش ملك يهوذا.
2 كان ابن خمس وعشرين سنة حين ملك، وملك تسعا وعشرين سنة في أورشليم، واسم أمه يهوعدان من أورشليم.
3 وعمل ما هو مستقيم في عيني الرب، ولكن ليس كداود أبيه، عمل حسب كل ما عمل يوآش أبوه.
4 إلا أن المرتفعات لم تنتزع، بل كان الشعب لا يزالون يذبحون ويوقدون على المرتفعات.
5 ولما تثبتت المملكة بيده، قتل عبيده الذين قتلوا الملك أباه.
6 ولكنه لم يقتل أبناء القاتلين حسب ما هو مكتوب في سفر شريعة موسى، حيث أمر الرب قائلا: «لا يقتل الآباء من أجل البنين، والبنون لا يقتلون من أجل الآباء. إنما كل إنسان يقتل بخطيته».
7 هو قتل من أدوم في وادي الملح عشرة آلاف، وأخذ سالع بالحرب، ودعا اسمها يقتئيل إلى هذا اليوم.
8 حينئذ أرسل أمصيا رسلا إلى يهوآش بن يهوأحاز بن ياهو ملك إسرائيل قائلا: «هلم نتراء مواجهة».
9 فأرسل يهوآش ملك إسرائيل إلى أمصيا ملك يهوذا قائلا: «العوسج الذي في لبنان أرسل إلى الأرز الذي في لبنان يقول: أعط ابنتك لابني امرأة. فعبر حيوان بري كان في لبنان وداس العوسج.
10 إنك قد ضربت أدوم فرفعك قلبك. تمجد وأقم في بيتك. ولماذا تهجم على الشر فتسقط أنت ويهوذا معك؟».
11 فلم يسمع أمصيا، فصعد يهوآش ملك إسرائيل وتراءيا مواجهة، هو وأمصيا ملك يهوذا في بيت شمس التي ليهوذا.
12 فانهزم يهوذا أمام إسرائيل وهربوا كل واحد إلى خيمته.
13 وأما أمصيا ملك يهوذا ابن يهوآش بن أخزيا فأمسكه يهوآش ملك إسرائيل في بيت شمس، وجاء إلى أورشليم وهدم سور أورشليم من باب أفرايم إلى باب الزاوية، أربع مئة ذراع.
14 وأخذ كل الذهب والفضة وجميع الآنية الموجودة في بيت الرب وفي خزائن بيت الملك والرهناء ورجع إلى السامرة.
15 وبقية أمور يهوآش التي عمل وجبروته وكيف حارب أمصيا ملك يهوذا، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل؟
16 ثم اضطجع يهوآش مع آبائه، ودفن في السامرة مع ملوك إسرائيل، وملك يربعام ابنه عوضا عنه.
17 وعاش أمصيا بن يوآش ملك يهوذا بعد وفاة يهوآش بن يهوأحاز ملك إسرائيل خمس عشرة سنة.
18 وبقية أمور أمصيا، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا؟
19 وفتنوا عليه فتنة في أورشليم، فهرب إلى لخيش، فأرسلوا وراءه إلى لخيش وقتلوه هناك.
20 وحملوه على الخيل فدفن في أورشليم مع آبائه في مدينة داود.
21 وأخذ كل شعب يهوذا عزريا، وهو ابن ست عشرة سنة، وملكوه عوضا عن أبيه أمصيا.
22 هو بنى أيلة واستردها ليهوذا بعد اضطجاع الملك مع آبائه.
23 في السنة الخامسة عشرة لأمصيا بن يوآش ملك يهوذا، ملك يربعام بن يوآش ملك إسرائيل في السامرة إحدى وأربعين سنة.
24 وعمل الشر في عيني الرب. لم يحد عن شيء من خطايا يربعام بن نباط الذي جعل إسرائيل يخطئ.
25 هو رد تخم إسرائيل من مدخل حماة إلى بحر العربة، حسب كلام الرب إله إسرائيل الذي تكلم به عن يد عبده يونان بن أمتاي النبي الذي من جت حافر.
26 لأن الرب رأى ضيق إسرائيل مرا جدا، لأنه لم يكن محجوز ولا مطلق وليس معين لإسرائيل.
27 ولم يتكلم الرب بمحو اسم إسرائيل من تحت السماء، فخلصهم بيد يربعام ابن يوآش.
28 وبقية أمور يربعام وكل ما عمل وجبروته، كيف حارب وكيف استرجع إلى إسرائيل دمشق وحماة التي ليهوذا، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل؟
29 ثم اضطجع يربعام مع آبائه، مع ملوك إسرائيل، وملك زكريا ابنه عوضا عنه.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح
15 

__________________

1 في السنة السابعة والعشرين ليربعام ملك إسرائيل، ملك عزريا بن أمصيا ملك يهوذا.
2 كان ابن ست عشرة سنة حين ملك، وملك اثنتين وخمسين سنة في أورشليم، واسم أمه يكليا من أورشليم.
3 وعمل ما هو مستقيم في عيني الرب حسب كل ما عمل أمصيا أبوه،
4 ولكن المرتفعات لم تنتزع، بل كان الشعب لا يزالون يذبحون ويوقدون على المرتفعات.
5 وضرب الرب الملك فكان أبرص إلى يوم وفاته، وأقام في بيت المرض، وكان يوثام ابن الملك على البيت يحكم على شعب الأرض.
6 وبقية أمور عزريا وكل ما عمل، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا؟
7 ثم اضطجع عزريا مع آبائه، فدفنوه مع آبائه في مدينة داود، وملك يوثام ابنه عوضا عنه.
8 في السنة الثامنة والثلاثين لعزريا ملك يهوذا، ملك زكريا بن يربعام على إسرائيل في السامرة ستة أشهر.
9 وعمل الشر في عيني الرب كما عمل آباؤه. لم يحد عن خطايا يربعام بن نباط الذي جعل إسرائيل يخطئ.
10 ففتن عليه شلوم بن يابيش وضربه أمام الشعب فقتله، وملك عوضا عنه.
11 وبقية أمور زكريا هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل.
12 ذلك كلام الرب الذي كلم به ياهو قائلا: «بنو الجيل الرابع يجلسون لك على كرسي إسرائيل». وهكذا كان.
13 شلوم بن يابيش ملك في السنة التاسعة والثلاثين لعزيا ملك يهوذا، وملك شهر أيام في السامرة.
14 وصعد منحيم بن جادي من ترصة وجاء إلى السامرة، وضرب شلوم بن يابيش في السامرة فقتله، وملك عوضا عنه.
15 وبقية أمور شلوم وفتنته التي فتنها هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل.
16 حينئذ ضرب منحيم تفصح وكل ما بها وتخومها من ترصة، لأنهم لم يفتحوا له. ضربها وشق جميع حواملها.
17 في السنة التاسعة والثلاثين لعزريا ملك يهوذا، ملك منحيم بن جادي على إسرائيل في السامرة عشر سنين.
18 وعمل الشر في عيني الرب. لم يحد عن خطايا يربعام بن نباط الذي جعل إسرائيل يخطئ كل أيامه.
19 فجاء فول ملك أشور على الأرض، فأعطى منحيم لفول ألف وزنة من الفضة لتكون يداه معه ليثبت المملكة في يده.
20 ووضع منحيم الفضة على إسرائيل على جميع جبابرة البأس ليدفع لملك أشور خمسين شاقل فضة على كل رجل، فرجع ملك أشور ولم يقم هناك في الأرض.
21 وبقية أمور منحيم وكل ما عمل، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل؟
22 ثم اضطجع منحيم مع آبائه، وملك فقحيا ابنه عوضا عنه.
23 في السنة الخمسين لعزريا ملك يهوذا، ملك فقحيا بن منحيم على إسرائيل في السامرة سنتين.
24 وعمل الشر في عيني الرب. لم يحد عن خطايا يربعام بن نباط الذي جعل إسرائيل يخطئ.
25 ففتن عليه فقح بن رمليا ثالثه، وضربه في السامرة في قصر بيت الملك مع أرجوب ومع أرية ومعه خمسون رجلا من بني الجلعاديين. قتله وملك عوضا عنه.
26 وبقية أمور فقحيا وكل ما عمل ها هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل.
27 في السنة الثانية والخمسين لعزريا ملك يهوذا، ملك فقح بن رمليا على إسرائيل في السامرة عشرين سنة.
28 وعمل الشر في عيني الرب. لم يحد عن خطايا يربعام بن نباط الذي جعل إسرائيل يخطئ.
29 في أيام فقح ملك إسرائيل، جاء تغلث فلاسر ملك أشور وأخذ عيون وآبل بيت معكة ويانوح وقادش وحاصور وجلعاد والجليل وكل أرض نفتالي، وسباهم إلى أشور.
30 وفتن هوشع بن أيلة على فقح بن رمليا وضربه فقتله، وملك عوضا عنه في السنة العشرين ليوثام بن عزيا.
31 وبقية أمور فقح وكل ما عمل هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل.
32 في السنة الثانية لفقح بن رمليا ملك إسرائيل، ملك يوثام بن عزيا ملك يهوذا.
33 كان ابن خمس وعشرين سنة حين ملك، وملك ست عشرة سنة في أورشليم، واسم أمه يروشا ابنة صادوق.
34 وعمل ما هو مستقيم في عيني الرب. عمل حسب كل ما عمل عزيا أبوه.
35 إلا أن المرتفعات لم تنتزع، بل كان الشعب لا يزالون يذبحون ويوقدون على المرتفعات. هو بنى الباب الأعلى لبيت الرب.
36 وبقية أمور يوثام وكل ما عمل، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا؟
37 في تلك الأيام ابتدأ الرب يرسل على يهوذا رصين ملك أرام وفقح بن رمليا.
38 واضطجع يوثام مع آبائه ودفن مع آبائه في مدينة داود أبيه، وملك آحاز ابنه عوضا عنه.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح
16 

__________________

1 في السنة السابعة عشرة لفقح بن رمليا، ملك آحاز بن يوثام ملك يهوذا.
2 كان آحاز ابن عشرين سنة حين ملك، وملك ست عشرة سنة في أورشليم. ولم يعمل المستقيم في عيني الرب إلهه كداود أبيه،
3 بل سار في طريق ملوك إسرائيل، حتى إنه عبر ابنه في النار حسب أرجاس الأمم الذين طردهم الرب من أمام بني إسرائيل.
4 وذبح وأوقد على المرتفعات وعلى التلال وتحت كل شجرة خضراء.
5 حينئذ صعد رصين ملك أرام وفقح بن رمليا ملك إسرائيل إلى أورشليم للمحاربة، فحاصروا آحاز ولم يقدروا أن يغلبوه.
6 في ذلك الوقت أرجع رصين ملك أرام أيلة للأراميين، وطرد اليهود من أيلة. وجاء الأراميون إلى أيلة وأقاموا هناك إلى هذا اليوم.
7 وأرسل آحاز رسلا إلى تغلث فلاسر ملك أشور قائلا: «أنا عبدك وابنك. اصعد وخلصني من يد ملك أرام ومن يد ملك إسرائيل القائمين علي».
8 فأخذ آحاز الفضة والذهب الموجودة في بيت الرب وفي خزائن بيت الملك وأرسلها إلى ملك أشور هدية.
9 فسمع له ملك أشور، وصعد ملك أشور إلى دمشق وأخذها وسباها إلى قير، وقتل رصين.
10 وسار الملك آحاز للقاء تغلث فلاسر ملك أشور، إلى دمشق. ورأى المذبح الذي في دمشق. وأرسل الملك آحاز إلى أوريا الكاهن شبه المذبح وشكله حسب كل صناعته.
11 فبنى أوريا الكاهن مذبحا. حسب كل ما أرسل الملك آحاز من دمشق كذلك عمل أوريا الكاهن، ريثما جاء الملك آحاز من دمشق.
12 فلما قدم الملك من دمشق رأى الملك المذبح، فتقدم الملك إلى المذبح وأصعد عليه،
13 وأوقد محرقته وتقدمته وسكب سكيبه، ورش دم ذبيحة السلامة التي له على المذبح.
14 ومذبح النحاس الذي أمام الرب قدمه من أمام البيت من بين المذبح وبيت الرب، وجعله على جانب المذبح الشمالي.
15 وأمر الملك آحاز أوريا الكاهن قائلا: «على المذبح العظيم أوقد محرقة الصباح وتقدمة المساء، ومحرقة الملك وتقدمته، مع محرقة كل شعب الأرض وتقدمتهم وسكائبهم، ورش عليه كل دم محرقة وكل دم ذبيحة. ومذبح النحاس يكون لي للسؤال».
16 فعمل أوريا الكاهن حسب كل ما أمر به الملك آحاز.
17 وقطع الملك آحاز أتراس القواعد ورفع عنها المرحضة، وأنزل البحر عن ثيران النحاس التي تحته وجعله على رصيف من حجارة.
18 ورواق السبت الذي بنوه في البيت، ومدخل الملك من خارج، غيره في بيت الرب من أجل ملك أشور.
19 وبقية أمور آحاز التي عمل، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا؟
20 ثم اضطجع آحاز مع آبائه، ودفن مع آبائه في مدينة داود، وملك حزقيا ابنه عوضا عنه.

 


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح
17 

__________________

1 في السنة الثانية عشرة لآحاز ملك يهوذا، ملك هوشع بن أيلة في السامرة على إسرائيل تسع سنين.
2 وعمل الشر في عيني الرب، ولكن ليس كملوك إسرائيل الذين كانوا قبله.
3 وصعد عليه شلمنأسر ملك أشور، فصار له هوشع عبدا ودفع له جزية.
4 ووجد ملك أشور في هوشع خيانة، لأنه أرسل رسلا إلى سوا ملك مصر، ولم يؤد جزية إلى ملك أشور حسب كل سنة، فقبض عليه ملك أشور وأوثقه في السجن.
5 وصعد ملك أشور على كل الأرض، وصعد إلى السامرة وحاصرها ثلاث سنين.
6 في السنة التاسعة لهوشع أخذ ملك أشور السامرة، وسبى إسرائيل إلى أشور وأسكنهم في حلح وخابور نهر جوزان وفي مدن مادي.
7 وكان أن بني إسرائيل أخطأوا إلى الرب إلههم الذي أصعدهم من أرض مصر من تحت يد فرعون ملك مصر، واتقوا آلهة أخرى،
8 وسلكوا حسب فرائض الأمم الذين طردهم الرب من أمام بني إسرائيل وملوك إسرائيل الذين أقاموهم.
9 وعمل بنو إسرائيل سرا ضد الرب إلههم أمورا ليست بمستقيمة، وبنوا لأنفسهم مرتفعات في جميع مدنهم، من برج النواطير إلى المدينة المحصنة.
10 وأقاموا لأنفسهم أنصابا وسواري على كل تل عال وتحت كل شجرة خضراء.
11 وأوقدوا هناك على جميع المرتفعات مثل الأمم الذين ساقهم الرب من أمامهم، وعملوا أمورا قبيحة لإغاظة الرب.
12 وعبدوا الأصنام التي قال الرب لهم عنها: «لا تعملوا هذا الأمر».
13 وأشهد الرب على إسرائيل وعلى يهوذا عن يد جميع الأنبياء وكل راء قائلا: «ارجعوا عن طرقكم الرديئة واحفظوا وصاياي، فرائضي، حسب كل الشريعة التي أوصيت بها آباءكم، والتي أرسلتها إليكم عن يد عبيدي الأنبياء».
14 فلم يسمعوا بل صلبوا أقفيتهم كأقفية آبائهم الذين لم يؤمنوا بالرب إلههم.
15 ورفضوا فرائضه وعهده الذي قطعه مع آبائهم وشهاداته التي شهد بها عليهم، وساروا وراء الباطل، وصاروا باطلا وراء الأمم الذين حولهم، الذين أمرهم الرب أن لا يعملوا مثلهم.
16 وتركوا جميع وصايا الرب إلههم وعملوا لأنفسهم مسبوكات عجلين، وعملوا سواري، وسجدوا لجميع جند السماء، وعبدوا البعل.
17 وعبروا بنيهم وبناتهم في النار، وعرفوا عرافة وتفاءلوا، وباعوا أنفسهم لعمل الشر في عيني الرب لإغاظته.
18 فغضب الرب جدا على إسرائيل ونحاهم من أمامه، ولم يبق إلا سبط يهوذا وحده.
19 ويهوذا أيضا لم يحفظوا وصايا الرب إلههم، بل سلكوا في فرائض إسرائيل التي عملوها.
20 فرذل الرب كل نسل إسرائيل، وأذلهم ودفعهم ليد ناهبين حتى طرحهم من أمامه،
21 لأنه شق إسرائيل عن بيت داود، فملكوا يربعام بن نباط، فأبعد يربعام إسرائيل من وراء الرب وجعلهم يخطئون خطية عظيمة.
22 وسلك بنو إسرائيل في جميع خطايا يربعام التي عمل. لم يحيدوا عنها،
23 حتى نحى الرب إسرائيل من أمامه كما تكلم عن يد جميع عبيده الأنبياء، فسبي إسرائيل من أرضه إلى أشور إلى هذا اليوم.
24 وأتى ملك أشور بقوم من بابل وكوث وعوا وحماة وسفروايم، وأسكنهم في مدن السامرة عوضا عن بني إسرائيل، فامتلكوا السامرة وسكنوا في مدنها.
25 وكان في ابتداء سكنهم هناك أنهم لم يتقوا الرب، فأرسل الرب عليهم السباع فكانت تقتل منهم.
26 فكلموا ملك أشور قائلين: «إن الأمم الذين سبيتهم وأسكنتهم في مدن السامرة، لا يعرفون قضاء إله الأرض، فأرسل عليهم السباع فهي تقتلهم لأنهم لا يعرفون قضاء إله الأرض».
27 فأمر ملك أشور قائلا: «ابعثوا إلى هناك واحدا من الكهنة الذين سبيتموهم من هناك فيذهب ويسكن هناك، ويعلمهم قضاء إله الأرض».
28 فأتى واحد من الكهنة الذين سبوهم من السامرة، وسكن في بيت إيل وعلمهم كيف يتقون الرب.
29 فكانت كل أمة تعمل آلهتها ووضعوها في بيوت المرتفعات التي عملها السامريون، كل أمة في مدنها التي سكنت فيها.
30 فعمل أهل بابل سكوث بنوث، وأهل كوث عملوا نرجل، وأهل حماة عملوا أشيما،
31 والعويون عملوا نبحز وترتاق، والسفروايميون كانوا يحرقون بنيهم بالنار لأدرملك وعنملك إلهي سفروايم.
32 فكانوا يتقون الرب، ويعملون لأنفسهم من أطرافهم كهنة مرتفعات، كانوا يقربون لأجلهم في بيوت المرتفعات.
33 كانوا يتقون الرب ويعبدون آلهتهم كعادة الأمم الذين سبوهم من بينهم
34 إلى هذا اليوم يعملون كعاداتهم الأول. لا يتقون الرب ولا يعملون حسب فرائضهم وعوائدهم ولا حسب الشريعة والوصية التي أمر بها الرب بني يعقوب، الذي جعل اسمه إسرائيل.
35 وقطع الرب معهم عهدا وأمرهم قائلا: «لا تتقوا آلهة أخرى، ولا تسجدوا لها ولا تعبدوها ولا تذبحوا لها.
36 بل إنما اتقوا الرب الذي أصعدكم من أرض مصر بقوة عظيمة وذراع ممدودة، وله اسجدوا، وله اذبحوا.
37 واحفظوا الفرائض والأحكام والشريعة والوصية التي كتبها لكم لتعملوا بها كل الأيام، ولا تتقوا آلهة أخرى.
38 ولا تنسوا العهد الذي قطعته معكم، ولا تتقوا آلهة أخرى.
39 بل إنما اتقوا الرب إلهكم وهو ينقذكم من أيدي جميع أعدائكم».
40 فلم يسمعوا بل عملوا حسب عادتهم الأولى.
41 فكان هؤلاء الأمم يتقون الرب، ويعبدون تماثيلهم، وأيضا بنوهم وبنو بنيهم. فكما عمل آباؤهم هكذا هم عاملون إلى هذا اليوم.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح
18 

__________________

1 وفي السنة الثالثة لهوشع بن أيلة ملك إسرائيل ملك حزقيا بن آحاز ملك يهوذا.
2 كان ابن خمس وعشرين سنة حين ملك، وملك تسعا وعشرين سنة في أورشليم، واسم أمه أبي ابنة زكريا.
3 وعمل المستقيم في عيني الرب حسب كل ما عمل داود أبوه.
4 هو أزال المرتفعات، وكسر التماثيل، وقطع السواري، وسحق حية النحاس التي عملها موسى لأن بني إسرائيل كانوا إلى تلك الأيام يوقدون لها ودعوها «نحشتان».
5 على الرب إله إسرائيل اتكل، وبعده لم يكن مثله في جميع ملوك يهوذا ولا في الذين كانوا قبله.
6 والتصق بالرب ولم يحد عنه، بل حفظ وصاياه التي أمر بها الرب موسى.
7 وكان الرب معه، وحيثما كان يخرج كان ينجح. وعصى على ملك أشور ولم يتعبد له.
8 هو ضرب الفلسطينيين إلى غزة وتخومها، من برج النواطير إلى المدينة المحصنة.
9 وفي السنة الرابعة للملك حزقيا، وهي السنة السابعة لهوشع بن أيلة ملك إسرائيل، صعد شلمنأسر ملك أشور على السامرة وحاصرها.
10 وأخذوها في نهاية ثلاث سنين. ففي السنة السادسة لحزقيا، وهي السنة التاسعة لهوشع ملك إسرائيل، أخذت السامرة.
11 وسبى ملك أشور إسرائيل إلى أشور، ووضعهم في حلح وخابور نهر جوزان وفي مدن مادي،
12 لأنهم لم يسمعوا لصوت الرب إلههم، بل تجاوزوا عهده وكل ما أمر به موسى عبد الرب، فلم يسمعوا ولم يعملوا.
13 وفي السنة الرابعة عشرة للملك حزقيا، صعد سنحاريب ملك أشور على جميع مدن يهوذا الحصينة وأخذها.
14 وأرسل حزقيا ملك يهوذا إلى ملك أشور إلى لخيش يقول: «قد أخطأت. ارجع عني، ومهما جعلت علي حملته». فوضع ملك أشور على حزقيا ملك يهوذا ثلاث مئة وزنة من الفضة وثلاثين وزنة من الذهب.
15 فدفع حزقيا جميع الفضة الموجودة في بيت الرب وفي خزائن بيت الملك.
16 في ذلك الزمان قشر حزقيا الذهب عن أبواب هيكل الرب والدعائم التي كان قد غشاها حزقيا ملك يهوذا، ودفعه لملك أشور.
17 وأرسل ملك أشور ترتان وربساريس وربشاقى من لخيش إلى الملك حزقيا بجيش عظيم إلى أورشليم، فصعدوا وأتوا إلى أورشليم. ولما صعدوا جاءوا ووقفوا عند قناة البركة العليا التي في طريق حقل القصار.
18 ودعوا الملك، فخرج إليهم ألياقيم بن حلقيا الذي على البيت وشبنة الكاتب ويواخ بن آساف المسجل.
19 فقال لهم ربشاقى: «قولوا لحزقيا: هكذا يقول الملك العظيم ملك أشور: ما الاتكال الذي اتكلت؟
20 قلت إنما كلام الشفتين هو مشورة وبأس للحرب. والآن على من اتكلت حتى عصيت علي؟
21 فالآن هوذا قد اتكلت على عكاز هذه القصبة المرضوضة، على مصر، التي إذا توكأ أحد عليها، دخلت في كفه وثقبتها! هكذا هو فرعون ملك مصر لجميع المتكلين عليه.
22 وإذا قلتم لي: على الرب إلهنا اتكلنا، أفليس هو الذي أزال حزقيا مرتفعاته ومذابحه، وقال ليهوذا ولأورشليم: أمام هذا المذبح تسجدون في أورشليم؟
23 والآن راهن سيدي ملك أشور، فأعطيك ألفي فرس إن كنت تقدر أن تجعل عليها راكبين.
24 فكيف ترد وجه وال واحد من عبيد سيدي الصغار، وتتكل على مصر لأجل مركبات وفرسان؟
25 والآن هل بدون الرب صعدت على هذا الموضع لأخربه؟ الرب قال لي اصعد على هذه الأرض واخربها».
26 فقال ألياقيم بن حلقيا وشبنة ويواخ لربشاقى: «كلم عبيدك بالأرامي لأننا نفهمه، ولا تكلمنا باليهودي في مسامع الشعب الذين على السور».
27 فقال لهم ربشاقى: «هل إلى سيدك وإليك أرسلني سيدي لكي أتكلم بهذا الكلام؟ أليس إلى الرجال الجالسين على السور ليأكلوا عذرتهم ويشربوا بولهم معكم؟»
28 ثم وقف ربشاقى ونادى بصوت عظيم باليهودي وتكلم قائلا: «اسمعوا كلام الملك العظيم ملك أشور.
29 هكذا يقول الملك: لا يخدعكم حزقيا، لأنه لا يقدر أن ينقذكم من يده،
30 ولا يجعلكم حزقيا تتكلون على الرب قائلا: إنقاذا ينقذنا الرب ولا تدفع هذه المدينة إلى يد ملك أشور.
31 لا تسمعوا لحزقيا. لأنه هكذا يقول ملك أشور: اعقدوا معي صلحا، واخرجوا إلي، وكلوا كل واحد من جفنته وكل واحد من تينته، واشربوا كل واحد ماء بئره
32 حتى آتي وآخذكم إلى أرض كأرضكم، أرض حنطة وخمر، أرض خبز وكروم، أرض زيتون وعسل واحيوا ولا تموتوا. ولا تسمعوا لحزقيا لأنه يغركم قائلا: الرب ينقذنا.
33 هل أنقذ آلهة الأمم كل واحد أرضه من يد ملك أشور؟
34 أين آلهة حماة وأرفاد؟ أين آلهة سفروايم وهينع وعوا؟ هل أنقذوا السامرة من يدي؟
35 من من كل آلهة الأراضي أنقذ أرضهم من يدي، حتى ينقذ الرب أورشليم من يدي؟».
36 فسكت الشعب ولم يجيبوه بكلمة، لأن أمر الملك كان قائلا: «لا تجيبوه».
37 فجاء ألياقيم بن حلقيا الذي على البيت وشبنة الكاتب ويواخ بن آساف المسجل إلى حزقيا وثيابهم ممزقة، فأخبروه بكلام ربشاقى.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح
19 

__________________

1 فلما سمع الملك حزقيا ذلك، مزق ثيابه وتغطى بمسح ودخل بيت الرب.
2 وأرسل ألياقيم الذي على البيت وشبنة الكاتب وشيوخ الكهنة متغطين بمسح إلى إشعيا النبي ابن آموص،
3 فقالوا له: «هكذا يقول حزقيا: هذا اليوم يوم شدة وتأديب وإهانة، لأن الأجنة قد دنت إلى المولد ولا قوة للولادة.
4 لعل الرب إلهك يسمع جميع كلام ربشاقى الذي أرسله ملك أشور سيده ليعير الإله الحي، فيوبخ على الكلام الذي سمعه الرب إلهك. فارفع صلاة من أجل البقية الموجودة».
5 فجاء عبيد الملك حزقيا إلى إشعيا،
6 فقال لهم إشعيا: «هكذا تقولون لسيدكم: هكذا قال الرب: لا تخف بسبب الكلام الذي سمعته، الذي جدف علي به غلمان ملك أشور.
7 هأنذا أجعل فيه روحا فيسمع خبرا ويرجع إلى أرضه، وأسقطه بالسيف في أرضه».
8 فرجع ربشاقى ووجد ملك أشور يحارب لبنة، لأنه سمع أنه ارتحل عن لخيش.
9 وسمع عن ترهاقة ملك كوش قولا: «قد خرج ليحاربك». فعاد وأرسل رسلا إلى حزقيا قائلا:
10 «هكذا تكلمون حزقيا ملك يهوذا قائلين: لا يخدعك إلهك الذي أنت متكل عليه قائلا: لا تدفع أورشليم إلى يد ملك أشور.
11 إنك قد سمعت ما فعل ملوك أشور بجميع الأراضي لإهلاكها، وهل تنجو أنت؟
12 هل أنقذت آلهة الأمم هؤلاء الذين أهلكهم آبائي، جوزان وحاران ورصف وبني عدن الذين في تلاسار؟
13 أين ملك حماة وملك أرفاد وملك مدينة سفروايم وهينع وعوا؟».
14 فأخذ حزقيا الرسائل من أيدي الرسل وقرأها، ثم صعد إلى بيت الرب، ونشرها حزقيا أمام الرب.
15 وصلى حزقيا أمام الرب وقال: «أيها الرب إله إسرائيل، الجالس فوق الكروبيم، أنت هو الإله وحدك لكل ممالك الأرض. أنت صنعت السماء والأرض.
16 أمل يا رب أذنك واسمع. افتح يا رب عينيك وانظر، واسمع كلام سنحاريب الذي أرسله ليعير الله الحي.
17 حقا يا رب إن ملوك أشور قد خربوا الأمم وأراضيهم،
18 ودفعوا آلهتهم إلى النار. ولأنهم ليسوا آلهة، بل صنعة أيدي الناس: خشب وحجر، فأبادوهم.
19 والآن أيها الرب إلهنا خلصنا من يده، فتعلم ممالك الأرض كلها أنك أنت الرب الإله وحدك».
20 فأرسل إشعيا بن آموص إلى حزقيا قائلا: «هكذا قال الرب إله إسرائيل الذي صليت إليه من جهة سنحاريب ملك أشور: قد سمعت.
21 هذا هو الكلام الذي تكلم به الرب عليه: احتقرتك واستهزأت بك العذراء ابنة صهيون، ونحوك أنغضت ابنة أورشليم رأسها.
22 من عيرت وجدفت؟ وعلى من عليت صوتا؟ وقد رفعت إلى العلاء عينيك على قدوس إسرائيل!
23 على يد رسلك عيرت السيد، وقلت: بكثرة مركباتي قد صعدت إلى علو الجبال، إلى عقاب لبنان وأقطع أرزه الطويل وأفضل سروه، وأدخل أقصى علوه، وعر كرمله.
24 أنا قد حفرت وشربت مياها غريبة، وأنشف بأسفل قدمي جميع خلجان مصر.
25 ألم تسمع؟ منذ البعيد صنعته، منذ الأيام القديمة صورته. الآن أتيت به. فتكون لتخريب مدن محصنة حتى تصير روابي خربة.
26 فسكانها قصار الأيدي قد ارتاعوا وخجلوا، صاروا كعشب الحقل وكالنبات الأخضر، كحشيش السطوح وكملفوح قبل نموه.
27 ولكني عالم بجلوسك وخروجك ودخولك وهيجانك علي.
28 لأن هيجانك علي وعجرفتك قد صعدا إلى أذني، أضع خزامتي في أنفك ولجامي في شفتيك، وأردك في الطريق الذي جئت فيه.
29 «وهذه لك علامة: تأكلون هذه السنة زريعا، وفي السنة الثانية خلفة. وأما السنة الثالثة ففيها تزرعون وتحصدون وتغرسون كروما وتأكلون أثمارها.
30 ويعود الناجون من بيت يهوذا، الباقون، يتأصلون إلى أسفل ويصنعون ثمرا إلى ما فوق.
31 لأنه من أورشليم تخرج البقية، والناجون من جبل صهيون. غيرة رب الجنود تصنع هذا.
32 «لذلك هكذا قال الرب عن ملك أشور: لا يدخل هذه المدينة، ولا يرمي هناك سهما، ولا يتقدم عليها بترس، ولا يقيم عليها مترسة.
33 في الطريق الذي جاء فيه يرجع، وإلى هذه المدينة لا يدخل، يقول الرب.
34 وأحامي عن هذه المدينة لأخلصها من أجل نفسي ومن أجل داود عبدي».
35 وكان في تلك الليلة أن ملاك الرب خرج وضرب من جيش أشور مئة ألف وخمسة وثمانين ألفا. ولما بكروا صباحا إذا هم جميعا جثث ميتة.
36 فانصرف سنحاريب ملك أشور وذهب راجعا وأقام في نينوى.
37 وفيما هو ساجد في بيت نسروخ إلهه، ضربه أدرملك وشرآصر ابناه بالسيف، ونجوا إلى أرض أراراط. وملك آسرحدون ابنه عوضا عنه.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح
20 

__________________

1 في تلك الأيام مرض حزقيا للموت، فجاء إليه إشعيا بن آموص النبي وقال له: «هكذا قال الرب: أوص بيتك لأنك تموت ولا تعيش».
2 فوجه وجهه إلى الحائط وصلى إلى الرب قائلا:
3 «آه يا رب، اذكر كيف سرت أمامك بالأمانة وبقلب سليم، وفعلت الحسن في عينيك». وبكى حزقيا بكاء عظيما.
4 ولم يخرج إشعيا إلى المدينة الوسطى حتى كان كلام الرب إليه قائلا:
5 «ارجع وقل لحزقيا رئيس شعبي: هكذا قال الرب إله داود أبيك: قد سمعت صلاتك. قد رأيت دموعك. هأنذا أشفيك. في اليوم الثالث تصعد إلى بيت الرب.
6 وأزيد على أيامك خمس عشرة سنة، وأنقذك من يد ملك أشور مع هذه المدينة، وأحامي عن هذه المدينة من أجل نفسي، ومن أجل داود عبدي».
7 فقال إشعيا: «خذوا قرص تين». فأخذوها ووضعوها على الدبل فبرئ.
8 وقال حزقيا لإشعيا: «ما العلامة أن الرب يشفيني فأصعد في اليوم الثالث إلى بيت الرب؟»
9 فقال إشعيا: «هذه لك علامة من قبل الرب على أن الرب يفعل الأمر الذي تكلم به: هل يسير الظل عشر درجات أو يرجع عشر درجات؟».
10 فقال حزقيا: «إنه يسير على الظل أن يمتد عشر درجات. لا! بل يرجع الظل إلى الوراء عشر درجات!».
11 فدعا إشعيا النبي الرب، فأرجع الظل بالدرجات التي نزل بها بدرجات آحاز عشر درجات إلى الوراء.
12 في ذلك الزمان أرسل برودخ بلادان بن بلادان ملك بابل رسائل وهدية إلى حزقيا، لأنه سمع أن حزقيا قد مرض.
13 فسمع لهم حزقيا وأراهم كل بيت ذخائره، والفضة والذهب والأطياب والزيت الطيب، وكل بيت أسلحته وكل ما وجد في خزائنه. لم يكن شيء لم يرهم إياه حزقيا في بيته وفي كل سلطنته.
14 فجاء إشعيا النبي إلى الملك حزقيا وقال له: «ماذا قال هؤلاء الرجال؟ ومن أين جاءوا إليك؟» فقال حزقيا: «جاءوا من أرض بعيدة، من بابل»
15 فقال: «ماذا رأوا في بيتك؟» فقال حزقيا: «رأوا كل ما في بيتي. ليس في خزائني شيء لم أرهم إياه».
16 فقال إشعيا لحزقيا: «اسمع قول الرب:
17 هوذا تأتي أيام يحمل فيها كل ما في بيتك، وما ذخره آباؤك إلى هذا اليوم إلى بابل. لا يترك شيء، يقول الرب.
18 ويؤخذ من بنيك الذين يخرجون منك، الذين تلدهم، فيكونون خصيانا في قصر ملك بابل».
19 فقال حزقيا لإشعيا: «جيد هو قول الرب الذي تكلمت به». ثم قال: «فكيف لا، إن يكن سلام وأمان في أيامي؟».
20 وبقية أمور حزقيا وكل جبروته، وكيف عمل البركة والقناة وأدخل الماء إلى المدينة، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا؟
21 ثم اضطجع حزقيا مع آبائه، وملك منسى ابنه عوضا عنه.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح
21 

__________________

1 كان منسى ابن اثنتي عشرة سنة حين ملك، وملك خمسا وخمسين سنة في أورشليم، واسم أمه حفصيبة.
2 وعمل الشر في عيني الرب حسب رجاسات الأمم الذين طردهم الرب من أمام بني إسرائيل.
3 وعاد فبنى المرتفعات التي أبادها حزقيا أبوه، وأقام مذابح للبعل، وعمل سارية كما عمل أخآب ملك إسرائيل، وسجد لكل جند السماء وعبدها.
4 وبنى مذابح في بيت الرب الذي قال الرب عنه: «في أورشليم أضع اسمي».
5 وبنى مذابح لكل جند السماء في داري بيت الرب.
6 وعبر ابنه في النار، وعاف وتفاءل واستخدم جانا وتوابع، وأكثر عمل الشر في عيني الرب لإغاظته.
7 ووضع تمثال السارية التي عمل، في البيت الذي قال الرب عنه لداود وسليمان ابنه: «في هذا البيت وفي أورشليم، التي اخترت من جميع أسباط إسرائيل، أضع اسمي إلى الأبد.
8 ولا أعود أزحزح رجل إسرائيل من الأرض التي أعطيت لآبائهم، وذلك إذا حفظوا وعملوا حسب كل ما أوصيتهم به، وكل الشريعة التي أمرهم بها عبدي موسى».
9 فلم يسمعوا، بل أضلهم منسى ليعملوا ما هو أقبح من الأمم الذين طردهم الرب من أمام بني إسرائيل.
10 وتكلم الرب عن يد عبيده الأنبياء قائلا:
11 «من أجل أن منسى ملك يهوذا قد عمل هذه الأرجاس، وأساء أكثر من جميع الذي عمله الأموريون الذين قبله، وجعل أيضا يهوذا يخطئ بأصنامه،
12 لذلك هكذا قال الرب إله إسرائيل: هأنذا جالب شرا على أورشليم ويهوذا حتى أن كل من يسمع به تطن أذناه.
13 وأمد على أورشليم خيط السامرة ومطمار بيت أخآب، وأمسح أورشليم كما يمسح واحد الصحن. يمسحه ويقلبه على وجهه.
14 وأرفض بقية ميراثي، وأدفعهم إلى أيدي أعدائهم، فيكونون غنيمة ونهبا لجميع أعدائهم،
15 لأنهم عملوا الشر في عيني، وصاروا يغيظونني من اليوم الذي فيه خرج آباؤهم من مصر إلى هذا اليوم».
16 وسفك أيضا منسى دما بريئا كثيرا جدا حتى ملأ أورشليم من الجانب إلى الجانب، فضلا عن خطيته التي بها جعل يهوذا يخطئ بعمل الشر في عيني الرب.
17 وبقية أمور منسى وكل ما عمل، وخطيته التي أخطأ بها، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا؟
18 ثم اضطجع منسى مع آبائه، ودفن في بستان بيته في بستان عزا، وملك آمون ابنه عوضا عنه.
19 كان آمون ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك، وملك سنتين في أورشليم، واسم أمه مشلمة بنت حاروص من يطبة.
20 وعمل الشر في عيني الرب كما عمل منسى أبوه.
21 وسلك في كل الطريق الذي سلك فيه أبوه، وعبد الأصنام التي عبدها أبوه وسجد لها.
22 وترك الرب إله آبائه ولم يسلك في طريق الرب.
23 وفتن عبيد آمون عليه، فقتلوا الملك في بيته.
24 فضرب كل شعب الأرض جميع الفاتنين على الملك آمون، وملك شعب الأرض يوشيا ابنه عوضا عنه.
25 وبقية أمور آمون التي عمل، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا؟
26 ودفن في قبره في بستان عزا، وملك يوشيا ابنه عوضا عنه.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح
22 

__________________

1 كان يوشيا ابن ثمان سنين حين ملك، وملك إحدى وثلاثين سنة في أورشليم، واسم أمه يديدة بنت عداية من بصقة.
2 وعمل المستقيم في عيني الرب، وسار في جميع طريق داود أبيه، ولم يحد يمينا ولا شمالا.
3 وفي السنة الثامنة عشرة للملك يوشيا أرسل الملك شافان بن أصليا بن مشلام الكاتب إلى بيت الرب قائلا:
4 «اصعد إلى حلقيا الكاهن العظيم، فيحسب الفضة المدخلة إلى بيت الرب التي جمعها حارسو الباب من الشعب،
5 فيدفعوها ليد عاملي الشغل الموكلين ببيت الرب، ويدفعوها إلى عاملي الشغل الذي في بيت الرب لترميم ثلم البيت:
6 للنجارين والبنائين والنحاتين، ولشراء أخشاب وحجارة منحوتة لأجل ترميم البيت».
7 إلا أنهم لم يحاسبوا بالفضة المدفوعة لأيديهم، لأنهم إنما عملوا بأمانة.
8 فقال حلقيا الكاهن العظيم لشافان الكاتب: «قد وجدت سفر الشريعة في بيت الرب». وسلم حلقيا السفر لشافان فقرأه.
9 وجاء شافان الكاتب إلى الملك ورد على الملك جوابا وقال: «قد أفرغ عبيدك الفضة الموجودة في البيت ودفعوها إلى يد عاملي الشغل وكلاء بيت الرب».
10 وأخبر شافان الكاتب الملك قائلا: «قد أعطاني حلقيا الكاهن سفرا». وقرأه شافان أمام الملك.
11 فلما سمع الملك كلام سفر الشريعة مزق ثيابه.
12 وأمر الملك حلقيا الكاهن وأخيقام بن شافان وعكبور بن ميخا وشافان الكاتب وعسايا عبد الملك قائلا:
13 «اذهبوا اسألوا الرب لأجلي ولأجل الشعب ولأجل كل يهوذا من جهة كلام هذا السفر الذي وجد، لأنه عظيم هو غضب الرب الذي اشتعل علينا، من أجل أن آباءنا لم يسمعوا لكلام هذا السفر ليعملوا حسب كل ما هو مكتوب علينا».
14 فذهب حلقيا الكاهن وأخيقام وعكبور وشافان وعسايا إلى خلدة النبية، امرأة شلوم بن تقوة بن حرحس حارس الثياب. وهي ساكنة في أورشليم في القسم الثاني وكلموها.
15 فقالت لهم: «هكذا قال الرب إله إسرائيل: قولوا للرجل الذي أرسلكم إلي:
16 هكذا قال الرب: هأنذا جالب شرا على هذا الموضع وعلى سكانه، كل كلام السفر الذي قرأه ملك يهوذا،
17 من أجل أنهم تركوني وأوقدوا لآلهة أخرى لكي يغيظوني بكل عمل أيديهم، فيشتعل غضبي على هذا الموضع ولا ينطفئ.
18 وأما ملك يهوذا الذي أرسلكم لتسألوا الرب، فهكذا تقولون له: هكذا قال الرب إله إسرائيل من جهة الكلام الذي سمعت:
19 من أجل أنه قد رق قلبك وتواضعت أمام الرب حين سمعت ما تكلمت به على هذا الموضع وعلى سكانه أنهم يصيرون دهشا ولعنة، ومزقت ثيابك وبكيت أمامي. قد سمعت أنا أيضا، يقول الرب.
20 لذلك هأنذا أضمك إلى آبائك، فتضم إلى قبرك بسلام، ولا ترى عيناك كل الشر الذي أنا جالبه على هذا الموضع». فردوا على الملك جوابا.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح
23 

__________________

1 وأرسل الملك، فجمعوا إليه كل شيوخ يهوذا وأورشليم.
2 وصعد الملك إلى بيت الرب وجميع رجال يهوذا وكل سكان أورشليم معه، والكهنة والأنبياء وكل الشعب من الصغير إلى الكبير، وقرأ في آذانهم كل كلام سفر الشريعة الذي وجد في بيت الرب.
3 ووقف الملك على المنبر وقطع عهدا أمام الرب للذهاب وراء الرب، ولحفظ وصاياه وشهاداته وفرائضه بكل القلب وكل النفس، لإقامة كلام هذا العهد المكتوب في هذا السفر. ووقف جميع الشعب عند العهد.
4 وأمر الملك حلقيا الكاهن العظيم، وكهنة الفرقة الثانية، وحراس الباب أن يخرجوا من هيكل الرب جميع الآنية المصنوعة للبعل وللسارية ولكل أجناد السماء، وأحرقها خارج أورشليم في حقول قدرون، وحمل رمادها إلى بيت إيل.
5 ولاشى كهنة الأصنام الذين جعلهم ملوك يهوذا ليوقدوا على المرتفعات في مدن يهوذا وما يحيط بأورشليم، والذين يوقدون: للبعل، للشمس، والقمر، والمنازل، ولكل أجناد السماء.
6 وأخرج السارية من بيت الرب خارج أورشليم إلى وادي قدرون وأحرقها في وادي قدرون، ودقها إلى أن صارت غبارا، وذرى الغبار على قبور عامة الشعب.
7 وهدم بيوت المأبونين التي عند بيت الرب حيث كانت النساء ينسجن بيوتا للسارية.
8 وجاء بجميع الكهنة من مدن يهوذا، ونجس المرتفعات حيث كان الكهنة يوقدون، من جبع إلى بئر سبع، وهدم مرتفعات الأبواب التي عند مدخل باب يشوع رئيس المدينة التي عن اليسار في باب المدينة.
9 إلا أن كهنة المرتفعات لم يصعدوا إلى مذبح الرب في أورشليم بل أكلوا فطيرا بين إخوتهم.
10 ونجس توفة التي في وادي بني هنوم لكي لا يعبر أحد ابنه أو ابنته في النار لمولك.
11 وأباد الخيل التي أعطاها ملوك يهوذا للشمس عند مدخل بيت الرب عند مخدع نثنملك الخصي الذي في الأروقة، ومركبات الشمس أحرقها بالنار.
12 والمذابح التي على سطح علية آحاز التي عملها ملوك يهوذا، والمذابح التي عملها منسى في داري بيت الرب، هدمها الملك، وركض من هناك وذرى غبارها في وادي قدرون.
13 والمرتفعات التي قبالة أورشليم، التي عن يمين جبل الهلاك، التي بناها سليمان ملك إسرائيل لعشتورث رجاسة الصيدونيين، ولكموش رجاسة الموآبيين، ولملكوم كراهة بني عمون، نجسها الملك.
14 وكسر التماثيل وقطع السواري وملأ مكانها من عظام الناس.
15 وكذلك المذبح الذي في بيت إيل في المرتفعة التي عملها يربعام بن نباط الذي جعل إسرائيل يخطئ، فذانك المذبح والمرتفعة هدمهما وأحرق المرتفعة وسحقها حتى صارت غبارا، وأحرق السارية.
16 والتفت يوشيا فرأى القبور التي هناك في الجبل، فأرسل وأخذ العظام من القبور وأحرقها على المذبح، ونجسه حسب كلام الرب الذي نادى به رجل الله الذي نادى بهذا الكلام.
17 وقال: «ما هذه الصوة التي أرى؟» فقال له رجال المدينة: «هي قبر رجل الله الذي جاء من يهوذا ونادى بهذه الأمور التي عملت على مذبح بيت إيل».
18 فقال: «دعوه. لا يحركن أحد عظامه». فتركوا عظامه وعظام النبي الذي جاء من السامرة.
19 وكذا جميع بيوت المرتفعات التي في مدن السامرة التي عملها ملوك إسرائيل للإغاظة، أزالها يوشيا، وعمل بها حسب جميع الأعمال التي عملها في بيت إيل.
20 وذبح جميع كهنة المرتفعات التي هناك على المذابح، وأحرق عظام الناس عليها، ثم رجع إلى أورشليم.
21 وأمر الملك جميع الشعب قائلا: «اعملوا فصحا للرب إلهكم كما هو مكتوب في سفر العهد هذا».
22 إنه لم يعمل مثل هذا الفصح منذ أيام القضاة الذين حكموا على إسرائيل، ولا في كل أيام ملوك إسرائيل وملوك يهوذا.
23 ولكن في السنة الثامنة عشرة للملك يوشيا، عمل هذا الفصح للرب في أورشليم.
24 وكذلك السحرة والعرافون والترافيم والأصنام وجميع الرجاسات التي رئيت في أرض يهوذا وفي أورشليم، أبادها يوشيا ليقيم كلام الشريعة المكتوب في السفر الذي وجده حلقيا الكاهن في بيت الرب.
25 ولم يكن قبله ملك مثله قد رجع إلى الرب بكل قلبه وكل نفسه وكل قوته حسب كل شريعة موسى، وبعده لم يقم مثله.
26 ولكن الرب لم يرجع عن حمو غضبه العظيم، لأن غضبه حمي على يهوذا من أجل جميع الإغاظات التي أغاظه إياها منسى.
27 فقال الرب: «إني أنزع يهوذا أيضا من أمامي كما نزعت إسرائيل، وأرفض هذه المدينة التي اخترتها أورشليم والبيت الذي قلت يكون اسمي فيه».
28 وبقية أمور يوشيا وكل ما عمل، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا؟
29 في أيامه صعد فرعون نخو ملك مصر على ملك أشور إلى نهر الفرات. فصعد الملك يوشيا للقائه، فقتله في مجدو حين رآه.
30 وأركبه عبيده ميتا من مجدو، وجاءوا به إلى أورشليم ودفنوه في قبره. فأخذ شعب الأرض يهوآحاز بن يوشيا ومسحوه وملكوه عوضا عن أبيه.
31 كان يهوآحاز ابن ثلاث وعشرين سنة حين ملك، وملك ثلاثة أشهر في أورشليم، واسم أمه حموطل بنت إرميا من لبنة.
32 فعمل الشر في عيني الرب حسب كل ما عمله آباؤه.
33 وأسره فرعون نخو في ربلة في أرض حماة لئلا يملك في أورشليم، وغرم الأرض بمئة وزنة من الفضة ووزنة من الذهب.
34 وملك فرعون نخو ألياقيم بن يوشيا عوضا عن يوشيا أبيه، وغير اسمه إلى يهوياقيم، وأخذ يهوآحاز وجاء إلى مصر فمات هناك.
35 ودفع يهوياقيم الفضة والذهب لفرعون، إلا أنه قوم الأرض لدفع الفضة بأمر فرعون. كل واحد حسب تقويمه. فطالب شعب الأرض بالفضة والذهب ليدفع لفرعون نخو.
36 كان يهوياقيم ابن خمس وعشرين سنة حين ملك، وملك إحدى عشرة سنة في أورشليم، واسم أمه زبيدة بنت فداية من رومة.
37 وعمل الشر في عيني الرب حسب كل ما عمل آباؤه.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح
24 

__________________

1 في أيامه صعد نبوخذناصر ملك بابل، فكان له يهوياقيم عبدا ثلاث سنين. ثم عاد فتمرد عليه.
2 فأرسل الرب عليه غزاة الكلدانيين، وغزاة الأراميين، وغزاة الموآبيين، وغزاة بني عمون وأرسلهم على يهوذا ليبيدها حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبيده الأنبياء.
3 إن ذلك كان حسب كلام الرب على يهوذا لينزعهم من أمامه لأجل خطايا منسى حسب كل ما عمل.
4 وكذلك لأجل الدم البريء الذي سفكه، لأنه ملأ أورشليم دما بريئا، ولم يشإ الرب أن يغفر.
5 وبقية أمور يهوياقيم وكل ما عمل، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك يهوذا؟
6 ثم اضطجع يهوياقيم مع آبائه، وملك يهوياكين ابنه عوضا عنه.
7 ولم يعد أيضا ملك مصر يخرج من أرضه، لأن ملك بابل أخذ من نهر مصر إلى نهر الفرات كل ما كان لملك مصر.
8 كان يهوياكين ابن ثماني عشرة سنة حين ملك، وملك ثلاثة أشهر في أورشليم، واسم أمه نحوشتا بنت ألناثان من أورشليم.
9 وعمل الشر في عيني الرب حسب كل ما عمل أبوه.
10 في ذلك الزمان صعد عبيد نبوخذناصر ملك بابل إلى أورشليم، فدخلت المدينة تحت الحصار.
11 وجاء نبوخذناصر ملك بابل على المدينة، وكان عبيده يحاصرونها.
12 فخرج يهوياكين ملك يهوذا إلى ملك بابل، هو وأمه وعبيده ورؤساؤه وخصيانه، وأخذه ملك بابل في السنة الثامنة من ملكه.
13 وأخرج من هناك جميع خزائن بيت الرب، وخزائن بيت الملك، وكسر كل آنية الذهب التي عملها سليمان ملك إسرائيل في هيكل الرب، كما تكلم الرب.
14 وسبى كل أورشليم وكل الرؤساء وجميع جبابرة البأس، عشرة آلاف مسبي، وجميع الصناع والأقيان. لم يبق أحد إلا مساكين شعب الأرض.
15 وسبى يهوياكين إلى بابل. وأم الملك ونساء الملك وخصيانه وأقوياء الأرض، سباهم من أورشليم إلى بابل.
16 وجميع أصحاب البأس، سبعة آلاف، والصناع والأقيان ألف، وجميع الأبطال أهل الحرب، سباهم ملك بابل إلى بابل.
17 وملك ملك بابل متنيا عمه عوضا عنه، وغير اسمه إلى صدقيا.
18 كان صدقيا ابن إحدى وعشرين سنة حين ملك، وملك إحدى عشرة سنة في أورشليم، واسم أمه حميطل بنت إرميا من لبنة.
19 وعمل الشر في عيني الرب حسب كل ما عمل يهوياقيم.
20 لأنه لأجل غضب الرب على أورشليم وعلى يهوذا حتى طرحهم من أمام وجهه، كان أن صدقيا تمرد على ملك بابل.


__________________________


  سفر ملوك الثاني
 الاصحاح
25 

__________________

1 وفي السنة التاسعة لملكه، في الشهر العاشر في عاشر الشهر، جاء نبوخذناصر ملك بابل هو وكل جيشه على أورشليم ونزل عليها، وبنوا عليها أبراجا حولها.
2 ودخلت المدينة تحت الحصار إلى السنة الحادية عشرة للملك صدقيا.
3 في تاسع الشهر اشتد الجوع في المدينة، ولم يكن خبز لشعب الأرض.
4 فثغرت المدينة، وهرب جميع رجال القتال ليلا من طريق الباب بين السورين اللذين نحو جنة الملك. وكان الكلدانيون حول المدينة مستديرين. فذهبوا في طريق البرية.
5 فتبعت جيوش الكلدانيين الملك فأدركوه في برية أريحا، وتفرقت جميع جيوشه عنه.
6 فأخذوا الملك وأصعدوه إلى ملك بابل إلى ربلة وكلموه بالقضاء عليه.
7 وقتلوا بني صدقيا أمام عينيه، وقلعوا عيني صدقيا وقيدوه بسلسلتين من نحاس، وجاءوا به إلى بابل.
8 وفي الشهر الخامس، في سابع الشهر، وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذناصر ملك بابل، جاء نبوزرادان رئيس الشرط عبد ملك بابل إلى أورشليم،
9 وأحرق بيت الرب وبيت الملك، وكل بيوت أورشليم، وكل بيوت العظماء أحرقها بالنار.
10 وجميع أسوار أورشليم مستديرا هدمها كل جيوش الكلدانيين الذين مع رئيس الشرط.
11 وبقية الشعب الذين بقوا في المدينة، والهاربون الذين هربوا إلى ملك بابل، وبقية الجمهور سباهم نبوزرادان رئيس الشرط.
12 ولكن رئيس الشرط أبقى من مساكين الأرض كرامين وفلاحين.
13 وأعمدة النحاس التي في بيت الرب والقواعد وبحر النحاس الذي في بيت الرب كسرها الكلدانيون، وحملوا نحاسها إلى بابل.
14 والقدور والرفوش والمقاص والصحون وجميع آنية النحاس التي كانوا يخدمون بها، أخذوها.
15 والمجامر والمناضح. ما كان من ذهب فالذهب، وما كان من فضة فالفضة، أخذها رئيس الشرط.
16 والعمودان والبحر الواحد والقواعد التي عملها سليمان لبيت الرب، لم يكن وزن لنحاس كل هذه الأدوات.
17 ثماني عشرة ذراعا ارتفاع العمود الواحد، وعليه تاج من نحاس، وارتفاع التاج ثلاث أذرع، والشبكة والرمانات التي على التاج مستديرة جميعها من نحاس. وكان للعمود الثاني مثل هذه على الشبكة.
18 وأخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الرئيس، وصفنيا الكاهن الثاني، وحارسي الباب الثلاثة.
19 ومن المدينة أخذ خصيا واحدا كان وكيلا على رجال الحرب، وخمسة رجال من الذين ينظرون وجه الملك الذين وجدوا في المدينة، وكاتب رئيس الجند الذي كان يجمع شعب الأرض، وستين رجلا من شعب الأرض الموجودين في المدينة
20 وأخذهم نبوزرادان رئيس الشرط وسار بهم إلى ملك بابل إلى ربلة.
21 فضربهم ملك بابل وقتلهم في ربلة في أرض حماة. فسبي يهوذا من أرضه.
22 وأما الشعب الذي بقي في أرض يهوذا، الذين أبقاهم نبوخذناصر ملك بابل، فوكل عليهم جدليا بن أخيقام بن شافان.
23 ولما سمع جميع رؤساء الجيوش هم ورجالهم أن ملك بابل قد وكل جدليا أتوا إلى جدليا إلى المصفاة، وهم إسماعيل بن نثنيا، ويوحنان بن قاريح، وسرايا بن تنحومث النطوفاتي، ويازنيا ابن المعكي، هم ورجالهم.
24 وحلف جدليا لهم ولرجالهم، وقال لهم: «لا تخافوا من عبيد الكلدانيين. اسكنوا الأرض وتعبدوا لملك بابل فيكون لكم خير».
25 وفي الشهر السابع جاء إسماعيل بن نثنيا بن أليشمع من النسل الملكي، وعشرة رجال معه وضربوا جدليا فمات، وأيضا اليهود والكلدانيين الذين معه في المصفاة.
26 فقام جميع الشعب من الصغير إلى الكبير ورؤساء الجيوش وجاءوا إلى مصر، لأنهم خافوا من الكلدانيين.
27 وفي السنة السابعة والثلاثين لسبي يهوياكين ملك يهوذا، في الشهر الثاني عشر في السابع والعشرين من الشهر، رفع أويل مرودخ ملك بابل، في سنة تملكه، رأس يهوياكين ملك يهوذا من السجن
28 وكلمه بخير، وجعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل.
29 وغير ثياب سجنه. وكان يأكل دائما الخبز أمامه كل أيام حياته.
30 ووظيفته وظيفة دائمة تعطى له من عند الملك، أمر كل يوم بيومه كل أيام حياته.

تعليقات

المقالات الشائعة في هذه الصفحة ..

حماية من الالسنة الشريرة - صلاة ..

هل ممكن التحرر من قيود بسبب رفقة روح من مملكة الظلمة ؟!

آلهة العالم .. و الاستغلال ال ج ن س ي للاطفال ..الاله مولوخ "مولك"و البودوفيليا !!

حتى لو الواقع عكس مواعيد الرب ..

يد الرب تنقذ بحسم - رؤيا روحية ..