٧- سفر القضاة - ترجمة ڤان دايك - بدون تشكيل ..
__________________________
__________________
1 وكان بعد موت يشوع أن بني إسرائيل سألوا الرب قائلين: «من منا يصعد إلى
الكنعانيين أولا لمحاربتهم؟»
2 فقال الرب: «يهوذا يصعد. هوذا قد دفعت الأرض ليده».
3 فقال يهوذا لشمعون أخيه: «اصعد معي في قرعتي لكي نحارب الكنعانيين، فأصعد أنا
أيضا معك في قرعتك». فذهب شمعون معه.
4 فصعد يهوذا، ودفع الرب الكنعانيين والفرزيين بيدهم، فضربوا منهم في بازق عشرة
آلاف رجل.
5 ووجدوا أدوني بازق في بازق، فحاربوه وضربوا الكنعانيين والفرزيين.
6 فهرب أدوني بازق، فتبعوه وأمسكوه وقطعوا أباهم يديه ورجليه.
7 فقال أدوني بازق: «سبعون ملكا مقطوعة أباهم أيديهم وأرجلهم كانوا يلتقطون تحت
مائدتي. كما فعلت كذلك جازاني الله». وأتوا به إلى أورشليم فمات هناك.
8 وحارب بنو يهوذا أورشليم وأخذوها وضربوها بحد السيف، وأشعلوا المدينة بالنار.
9 وبعد ذلك نزل بنو يهوذا لمحاربة الكنعانيين سكان الجبل والجنوب والسهل.
10 وسار يهوذا على الكنعانيين الساكنين في حبرون، وكان اسم حبرون قبلا قرية أربع.
وضربوا شيشاي وأخيمان وتلماي.
11 وسار من هناك على سكان دبير، واسم دبير قبلا قرية سفر.
12 فقال كالب: «الذي يضرب قرية سفر ويأخذها، أعطيه عكسة ابنتي امرأة».
13 فأخذها عثنيئيل بن قناز، أخو كالب الأصغر منه. فأعطاه عكسة ابنته امرأة.
14 وكان عند دخولها أنها غرته بطلب حقل من أبيها. فنزلت عن الحمار، فقال لها كالب:
«ما لك؟»
15 فقالت له: «أعطني بركة. لأنك أعطيتني أرض الجنوب، فأعطني ينابيع ماء». فأعطاها
كالب الينابيع العليا والينابيع السفلى.
16 وبنو القيني حمي موسى صعدوا من مدينة النخل مع بني يهوذا إلى برية يهوذا التي
في جنوبي عراد، وذهبوا وسكنوا مع الشعب.
17 وذهب يهوذا مع شمعون أخيه وضربوا الكنعانيين سكان صفاة وحرموها، ودعوا اسم
المدينة «حرمة».
18 وأخذ يهوذا غزة وتخومها، وأشقلون وتخومها، وعقرون وتخومها.
19 وكان الرب مع يهوذا فملك الجبل، ولكن لم يطرد سكان الوادي لأن لهم مركبات حديد.
20 وأعطوا لكالب حبرون كما تكلم موسى. فطرد من هناك بني عناق الثلاثة.
21 وبنو بنيامين لم يطردوا اليبوسيين سكان أورشليم، فسكن اليبوسيون مع بني بنيامين
في أورشليم إلى هذا اليوم.
22 وصعد بيت يوسف أيضا إلى بيت إيل والرب معهم.
23 واستكشف بيت يوسف عن بيت إيل، وكان اسم المدينة قبلا لوز.
24 فرأى المراقبون رجلا خارجا من المدينة، فقالوا له: «أرنا مدخل المدينة فنعمل
معك معروفا».
25 فأراهم مدخل المدينة، فضربوا المدينة بحد السيف، وأما الرجل وكل عشيرته
فأطلقوهم.
26 فانطلق الرجل إلى أرض الحثيين وبنى مدينة ودعا اسمها «لوز» وهو اسمها إلى هذا
اليوم.
27 ولم يطرد منسى أهل بيت شان وقراها، ولا أهل تعنك وقراها، ولا سكان دور وقراها،
ولا سكان يبلعام وقراها، ولا سكان مجدو وقراها. فعزم الكنعانيون على السكن في تلك
الأرض.
28 وكان لما تشدد إسرائيل أنه وضع الكنعانيين تحت الجزية ولم يطردهم طردا.
29 وأفرايم لم يطرد الكنعانيين الساكنين في جازر، فسكن الكنعانيون في وسطه في
جازر.
30 زبولون لم يطرد سكان قطرون، ولا سكان نهلول، فسكن الكنعانيون في وسطه وكانوا
تحت الجزية.
31 ولم يطرد أشير سكان عكو، ولا سكان صيدون وأحلب وأكزيب وحلبة وأفيق ورحوب.
32 فسكن الأشيريون في وسط الكنعانيين سكان الأرض، لأنهم لم يطردوهم.
33 ونفتالي لم يطرد سكان بيت شمس، ولا سكان بيت عناة، بل سكن في وسط الكنعانيين
سكان الأرض. فكان سكان بيت شمس وبيت عناة تحت الجزية لهم.
34 وحصر الأموريون بني دان في الجبل لأنهم لم يدعوهم ينزلون إلى الوادي.
35 فعزم الأموريون على السكن في جبل حارس في أيلون وفي شعلبيم. وقويت يد بيت يوسف
فكانوا تحت الجزية.
36 وكان تخم الأموريين من عقبة عقربيم من سالع فصاعدا.
__________________________
__________________
1 وصعد ملاك الرب من الجلجال إلى بوكيم وقال: «قد أصعدتكم من مصر وأتيت بكم إلى
الأرض التي أقسمت لآبائكم، وقلت: لا أنكث عهدي معكم إلى الأبد.
2 وأنتم فلا تقطعوا عهدا مع سكان هذه الأرض. اهدموا مذابحهم. ولم تسمعوا لصوتي.
فماذا عملتم؟
3 فقلت أيضا: لا أطردهم من أمامكم، بل يكونون لكم مضايقين، وتكون آلهتهم لكم
شركا».
4 وكان لما تكلم ملاك الرب بهذا الكلام إلى جميع بني إسرائيل، أن الشعب رفعوا
صوتهم وبكوا.
5 فدعوا اسم ذلك المكان «بوكيم». وذبحوا هناك للرب.
6 وصرف يشوع الشعب، فذهب بنو إسرائيل كل واحد إلى ملكه لأجل امتلاك الأرض.
7 وعبد الشعب الرب كل أيام يشوع، وكل أيام الشيوخ الذين طالت أيامهم بعد يشوع
الذين رأوا كل عمل الرب العظيم الذي عمل لإسرائيل.
8 ومات يشوع بن نون عبد الرب ابن مئة وعشر سنين.
9 فدفنوه في تخم ملكه في تمنة حارس في جبل أفرايم، شمالي جبل جاعش.
10 وكل ذلك الجيل أيضا انضم إلى آبائه، وقام بعدهم جيل آخر لم يعرف الرب، ولا
العمل الذي عمل لإسرائيل.
11 وفعل بنو إسرائيل الشر في عيني الرب وعبدوا البعليم.
12 وتركوا الرب إله آبائهم الذي أخرجهم من أرض مصر، وساروا وراء آلهة أخرى من آلهة
الشعوب الذين حولهم، وسجدوا لها وأغاظوا الرب.
13 تركوا الرب وعبدوا البعل وعشتاروث.
14 فحمي غضب الرب على إسرائيل، فدفعهم بأيدي ناهبين نهبوهم، وباعهم بيد أعدائهم
حولهم، ولم يقدروا بعد على الوقوف أمام أعدائهم.
15 حيثما خرجوا كانت يد الرب عليهم للشر، كما تكلم الرب وكما أقسم الرب لهم. فضاق
بهم الأمر جدا.
16 وأقام الرب قضاة فخلصوهم من يد ناهبيهم.
17 ولقضاتهم أيضا لم يسمعوا، بل زنوا وراء آلهة أخرى وسجدوا لها. حادوا سريعا عن
الطريق التي سار بها آباؤهم لسمع وصايا الرب، لم يفعلوا هكذا.
18 وحينما أقام الرب لهم قضاة، كان الرب مع القاضي، وخلصهم من يد أعدائهم كل أيام
القاضي، لأن الرب ندم من أجل أنينهم بسبب مضايقيهم وزاحميهم.
19 وعند موت القاضي كانوا يرجعون ويفسدون أكثر من آبائهم، بالذهاب وراء آلهة أخرى
ليعبدوها ويسجدوا لها. لم يكفوا عن أفعالهم وطريقهم القاسية.
20 فحمي غضب الرب على إسرائيل وقال: «من أجل أن هذا الشعب قد تعدوا عهدي الذي
أوصيت به آباءهم ولم يسمعوا لصوتي،
21 فأنا أيضا لا أعود أطرد إنسانا من أمامهم من الأمم الذين تركهم يشوع عند موته
22 لكي أمتحن بهم إسرائيل: أيحفظون طريق الرب ليسلكوا بها كما حفظها آباؤهم، أم
لا».
23 فترك الرب أولئك الأمم ولم يطردهم سريعا ولم يدفعهم بيد يشوع.
__________________________
__________________
1 فهؤلاء هم الأمم الذين تركهم الرب ليمتحن بهم إسرائيل، كل الذين لم يعرفوا جميع
حروب كنعان
2 إنما لمعرفة أجيال بني إسرائيل لتعليمهم الحرب. الذين لم يعرفوها قبل فقط:
3 أقطاب الفلسطينيين الخمسة، وجميع الكنعانيين والصيدونيين والحويين سكان جبل
لبنان، من جبل بعل حرمون إلى مدخل حماة.
4 كانوا لامتحان إسرائيل بهم، لكي يعلم هل يسمعون وصايا الرب التي أوصى بها آباءهم
عن يد موسى.
5 فسكن بنو إسرائيل في وسط الكنعانيين والحثيين والأموريين والفرزيين والحويين
واليبوسيين،
6 واتخذوا بناتهم لأنفسهم نساء، وأعطوا بناتهم لبنيهم وعبدوا آلهتهم.
7 فعمل بنو إسرائيل الشر في عيني الرب، ونسوا الرب إلههم وعبدوا البعليم والسواري.
8 فحمي غضب الرب على إسرائيل، فباعهم بيد كوشان رشعتايم ملك أرام النهرين. فعبد
بنو إسرائيل كوشان رشعتايم ثماني سنين.
9 وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب، فأقام الرب مخلصا لبني إسرائيل فخلصهم، عثنيئيل بن
قناز أخا كالب الأصغر.
10 فكان عليه روح الرب، وقضى لإسرائيل. وخرج للحرب فدفع الرب ليده كوشان رشعتايم
ملك أرام، واعتزت يده على كوشان رشعتايم.
11 واستراحت الأرض أربعين سنة. ومات عثنيئيل بن قناز.
12 وعاد بنو إسرائيل يعملون الشر في عيني الرب، فشدد الرب عجلون ملك موآب على
إسرائيل، لأنهم عملوا الشر في عيني الرب.
13 فجمع إليه بني عمون وعماليق، وسار وضرب إسرائيل، وامتلكوا مدينة النخل.
14 فعبد بنو إسرائيل عجلون ملك موآب ثماني عشرة سنة.
15 وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب، فأقام لهم الرب مخلصا إهود بن جيرا البنياميني،
رجلا أعسر. فأرسل بنو إسرائيل بيده هدية لعجلون ملك موآب.
16 فعمل إهود لنفسه سيفا، ذا حدين طوله ذراع، وتقلده تحت ثيابه على فخذه اليمنى.
17 وقدم الهدية لعجلون ملك موآب. وكان عجلون رجلا سمينا جدا.
18 وكان لما انتهى من تقديم الهدية، صرف القوم حاملي الهدية،
19 وأما هو فرجع من عند المنحوتات التي لدى الجلجال وقال: «لي كلام سر إليك أيها
الملك». فقال: «صه». وخرج من عنده جميع الواقفين لديه.
20 فدخل إليه إهود وهو جالس في علية برود كانت له وحده. وقال إهود: «عندي كلام
الله إليك». فقام عن الكرسي.
21 فمد إهود يده اليسرى وأخذ السيف عن فخذه اليمنى وضربه في بطنه.
22 فدخل القائم أيضا وراء النصل، وطبق الشحم وراء النصل لأنه لم يجذب السيف من
بطنه. وخرج من الحتار.
23 فخرج إهود من الرواق وأغلق أبواب العلية وراءه وأقفلها.
24 ولما خرج، جاء عبيده ونظروا وإذا أبواب العلية مقفلة، فقالوا: «إنه مغط رجليه
في مخدع البرود».
25 فلبثوا حتى خجلوا وإذا هو لا يفتح أبواب العلية. فأخذوا المفتاح وفتحوا وإذا
سيدهم ساقط على الأرض ميتا.
26 وأما إهود فنجا، إذ هم مبهوتون، وعبر المنحوتات ونجا إلى سعيرة.
27 وكان عند مجيئه أنه ضرب بالبوق في جبل أفرايم، فنزل معه بنو إسرائيل عن الجبل
وهو قدامهم.
28 وقال لهم: «اتبعوني لأن الرب قد دفع أعداءكم الموآبيين ليدكم». فنزلوا وراءه
وأخذوا مخاوض الأردن إلى موآب، ولم يدعوا أحدا يعبر.
29 فضربوا من موآب في ذلك الوقت نحو عشرة آلاف رجل، كل نشيط، وكل ذي بأس، ولم ينج
أحد.
30 فذل الموآبيون في ذلك اليوم تحت يد إسرائيل. واستراحت الأرض ثمانين سنة.
31 وكان بعده شمجر بن عناة، فضرب من الفلسطينيين ست مئة رجل بمنساس البقر. وهو
أيضا خلص إسرائيل.
__________________________
__________________
1 وعاد بنو إسرائيل يعملون الشر في عيني الرب بعد موت إهود،
2 فباعهم الرب بيد يابين ملك كنعان الذي ملك في حاصور. ورئيس جيشه سيسرا، وهو ساكن
في حروشة الأمم.
3 فصرخ بنو إسرائيل إلى الرب، لأنه كان له تسع مئة مركبة من حديد، وهو ضايق بني
إسرائيل بشدة، عشرين سنة.
4 ودبورة امرأة نبية زوجة لفيدوت، هي قاضية إسرائيل في ذلك الوقت.
5 وهي جالسة تحت نخلة دبورة بين الرامة وبيت إيل في جبل أفرايم. وكان بنو إسرائيل
يصعدون إليها للقضاء.
6 فأرسلت ودعت باراق بن أبينوعم من قادش نفتالي، وقالت له: «ألم يأمر الرب إله
إسرائيل: اذهب وازحف إلى جبل تابور، وخذ معك عشرة آلاف رجل من بني نفتالي ومن بني
زبولون،
7 فأجذب إليك، إلى نهر قيشون سيسرا رئيس جيش يابين بمركباته وجمهوره وأدفعه ليدك؟»
8 فقال لها باراق: «إن ذهبت معي أذهب، وإن لم تذهبي معي فلا أذهب».
9 فقالت: «إني أذهب معك، غير أنه لا يكون لك فخر في الطريق التي أنت سائر فيها.
لأن الرب يبيع سيسرا بيد امرأة». فقامت دبورة وذهبت مع باراق إلى قادش.
10 ودعا باراق زبولون ونفتالي إلى قادش، وصعد ومعه عشرة آلاف رجل. وصعدت دبورة
معه.
11 وحابر القيني انفرد من قاين، من بني حوباب حمي موسى، وخيم حتى إلى بلوطة في
صعنايم التي عند قادش.
12 وأخبروا سيسرا بأنه قد صعد باراق بن أبينوعم إلى جبل تابور.
13 فدعا سيسرا جميع مركباته، تسع مئة مركبة من حديد، وجميع الشعب الذي معه من
حروشة الأمم إلى نهر قيشون.
14 فقالت دبورة لباراق: «قم، لأن هذا هو اليوم الذي دفع فيه الرب سيسرا ليدك. ألم
يخرج الرب قدامك؟» فنزل باراق من جبل تابور ووراءه عشرة آلاف رجل.
15 فأزعج الرب سيسرا وكل المركبات وكل الجيش بحد السيف أمام باراق. فنزل سيسرا عن
المركبة وهرب على رجليه.
16 وتبع باراق المركبات والجيش إلى حروشة الأمم. وسقط كل جيش سيسرا بحد السيف. لم
يبق ولا واحد.
17 وأما سيسرا فهرب على رجليه إلى خيمة ياعيل امرأة حابر القيني، لأنه كان صلح بين
يابين ملك حاصور وبيت حابر القيني.
18 فخرجت ياعيل لاستقبال سيسرا وقالت له: «مل يا سيدي، مل إلي. لا تخف». فمال
إليها إلى الخيمة وغطته باللحاف.
19 فقال لها: «اسقيني قليل ماء لأني قد عطشت». ففتحت وطب اللبن وأسقته ثم غطته.
20 فقال لها: «قفي بباب الخيمة، ويكون إذا جاء أحد وسألك: أهنا رجل؟ أنك تقولين
لا».
21 فأخذت ياعيل امرأة حابر وتد الخيمة وجعلت الميتدة في يدها، وقارت إليه وضربت
الوتد في صدغه فنفذ إلى الأرض، وهو متثقل في النوم ومتعب، فمات.
22 وإذا بباراق يطارد سيسرا، فخرجت ياعيل لاستقباله وقالت له: «تعال فأريك الرجل
الذي أنت طالبه». فجاء إليها وإذا سيسرا ساقط ميتا والوتد في صدغه.
23 فأذل الله في ذلك اليوم يابين ملك كنعان أمام بني إسرائيل.
24 وأخذت يد بني إسرائيل تتزايد وتقسو على يابين ملك كنعان حتى قرضوا يابين ملك
كنعان.
__________________________
__________________
1 فترنمت دبورة وباراق بن أبينوعم في ذلك اليوم قائلين:
2 «لأجل قيادة القواد في إسرائيل، لأجل انتداب الشعب، باركوا الرب.
3 اسمعوا أيها الملوك واصغوا أيها العظماء. أنا، أنا للرب أترنم. أزمر للرب إله
إسرائيل.
4 يا رب بخروجك من سعير، بصعودك من صحراء أدوم، الأرض ارتعدت. السماوات أيضا قطرت.
كذلك السحب قطرت ماء.
5 تزلزلت الجبال من وجه الرب، وسيناء هذا من وجه الرب إله إسرائيل.
6 «في أيام شمجر بن عناة، في أيام ياعيل، استراحت الطرق، وعابرو السبل ساروا في
مسالك معوجة.
7 خذل الحكام في إسرائيل. خذلوا حتى قمت أنا دبورة. قمت أما في إسرائيل.
8 اختار آلهة حديثة. حينئذ حرب الأبواب. هل كان يرى مجن أو رمح في أربعين ألفا من إسرائيل؟
9 قلبي نحو قضاة إسرائيل المنتدبين في الشعب. باركوا الرب.
10 أيها الراكبون الأتن الصحر، الجالسون على طنافس، والسالكون في الطريق، سبحوا!
11 من صوت المحاصين بين الأحواض هناك يثنون على حق الرب، حق حكامه في إسرائيل.
حينئذ نزل شعب الرب إلى الأبواب.
12 «استيقظي، استيقظي يا دبورة! استيقظي، استيقظي وتكلمي بنشيد! قم يا باراق واسب
سبيك، يا ابن أبينوعم!
13 حينئذ تسلط الشارد على عظماء الشعب. الرب سلطني على الجبابرة.
14 جاء من أفرايم الذين مقرهم بين عماليق، وبعدك بنيامين مع قومك. من ماكير نزل
قضاة، ومن زبولون ماسكون بقضيب القائد.
15 والرؤساء في يساكر مع دبورة. وكما يساكر هكذا باراق. اندفع إلى الوادي وراءه.
على مساقي رأوبين أقضية قلب عظيمة.
16 لماذا أقمت بين الحظائر لسمع الصفير للقطعان. لدى مساقي رأوبين مباحث قلب
عظيمة.
17 جلعاد في عبر الأردن سكن. ودان، لماذا استوطن لدى السفن؟ وأشير أقام على ساحل
البحر، وفي فرضه سكن.
18 زبولون شعب أهان نفسه إلى الموت مع نفتالي على روابي الحقل.
19 «جاء ملوك. حاربوا. حينئذ حارب ملوك كنعان في تعنك على مياه مجدو. بضع فضة لم
يأخذوا.
20 من السماوات حاربوا. الكواكب من حبكها حاربت سيسرا.
21 نهر قيشون جرفهم. نهر وقائع نهر قيشون. دوسي يا نفسي بعز.
22 «حينئذ ضربت أعقاب الخيل من السوق، سوق أقويائه.
23 العنوا ميروز قال ملاك الرب. العنوا ساكنيها لعنا، لأنهم لم يأتوا لمعونة الرب،
معونة الرب بين الجبابرة.
24 تبارك على النساء ياعيل امرأة حابر القيني. على النساء في الخيام تبارك.
25 طلب ماء فأعطته لبنا. في قصعة العظماء قدمت زبدة.
26 مدت يدها إلى الوتد، ويمينها إلى مضراب العملة، وضربت سيسرا وسحقت رأسه، شدخت
وخرقت صدغه.
27 بين رجليها انطرح، سقط، اضطجع. بين رجليها انطرح، سقط. حيث انطرح فهناك سقط
مقتولا.
28 من الكوة أشرفت وولولت أم سيسرا من الشباك: لماذا أبطأت مركباته عن المجيء؟
لماذا تأخرت خطوات مراكبه؟
29 فأجابتها أحكم سيداتها، بل هي ردت جوابا لنفسها:
30 ألم يجدوا ويقسموا الغنيمة! فتاة أو فتاتين لكل رجل! غنيمة ثياب مصبوغة لسيسرا!
غنيمة ثياب مصبوغة مطرزة! ثياب مصبوغة مطرزة الوجهين غنيمة لعنقي!
31 هكذا يبيد جميع أعدائك يا رب. وأحباؤه كخروج الشمس في جبروتها». واستراحت الأرض
أربعين سنة.
__________________________
__________________
1 وعمل بنو إسرائيل الشر في عيني الرب، فدفعهم الرب ليد مديان سبع سنين.
2 فاعتزت يد مديان على إسرائيل. بسبب المديانيين عمل بنو إسرائيل لأنفسهم الكهوف
التي في الجبال والمغاير والحصون.
3 وإذا زرع إسرائيل، كان يصعد المديانيون والعمالقة وبنو المشرق، يصعدون عليهم،
4 وينزلون عليهم ويتلفون غلة الأرض إلى مجيئك إلى غزة، ولا يتركون لإسرائيل قوت
الحياة، ولا غنما ولا بقرا ولا حميرا.
5 لأنهم كانوا يصعدون بمواشيهم وخيامهم ويجيئون كالجراد في الكثرة وليس لهم
ولجمالهم عدد، ودخلوا الأرض لكي يخربوها.
6 فذل إسرائيل جدا من قبل المديانيين. وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب.
7 وكان لما صرخ بنو إسرائيل إلى الرب بسبب المديانيين
8 أن الرب أرسل رجلا نبيا إلى بني إسرائيل، فقال لهم: «هكذا قال الرب إله إسرائيل:
إني قد أصعدتكم من مصر وأخرجتكم من بيت العبودية،
9 وأنقذتكم من يد المصريين ومن يد جميع مضايقيكم، وطردتهم من أمامكم وأعطيتكم
أرضهم.
10 وقلت لكم: أنا الرب إلهكم. لا تخافوا آلهة الأموريين الذين أنتم ساكنون أرضهم.
ولم تسمعوا لصوتي».
11 وأتى ملاك الرب وجلس تحت البطمة التي في عفرة التي ليوآش الأبيعزري. وابنه
جدعون كان يخبط حنطة في المعصرة لكي يهربها من المديانيين.
12 فظهر له ملاك الرب وقال له: «الرب معك يا جبار البأس».
13 فقال له جدعون: «أسألك يا سيدي، إذا كان الرب معنا فلماذا أصابتنا كل هذه؟ وأين
كل عجائبه التي أخبرنا بها آباؤنا قائلين: ألم يصعدنا الرب من مصر؟ والآن قد رفضنا
الرب وجعلنا في كف مديان».
14 فالتفت إليه الرب وقال: «اذهب بقوتك هذه وخلص إسرائيل من كف مديان. أما
أرسلتك؟»
15 فقال له: «أسألك يا سيدي، بماذا أخلص إسرائيل؟ ها عشيرتي هي الذلى في منسى،
وأنا الأصغر في بيت أبي».
16 فقال له الرب: «إني أكون معك، وستضرب المديانيين كرجل واحد».
17 فقال له: «إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فاصنع لي علامة أنك أنت تكلمني.
18 لا تبرح من ههنا حتى آتي إليك وأخرج تقدمتي وأضعها أمامك». فقال: «إني أبقى حتى
ترجع».
19 فدخل جدعون وعمل جدي معزى وإيفة دقيق فطيرا. أما اللحم فوضعه في سل، وأما المرق
فوضعه في قدر، وخرج بها إليه إلى تحت البطمة وقدمها.
20 فقال له ملاك الله: «خذ اللحم والفطير وضعهما على تلك الصخرة واسكب المرق».
ففعل كذلك.
21 فمد ملاك الرب طرف العكاز الذي بيده ومس اللحم والفطير، فصعدت نار من الصخرة
وأكلت اللحم والفطير. وذهب ملاك الرب عن عينيه.
22 فرأى جدعون أنه ملاك الرب، فقال جدعون: «آه يا سيدي الرب! لأني قد رأيت ملاك
الرب وجها لوجه.»
23 فقال له الرب: «السلام لك. لا تخف. لا تموت».
24 فبنى جدعون هناك مذبحا للرب ودعاه «يهوه شلوم». إلى هذا اليوم لم يزل في عفرة
الأبيعزريين.
25 وكان في تلك الليلة أن الرب قال له: «خذ ثور البقر الذي لأبيك، وثورا ثانيا ابن
سبع سنين، واهدم مذبح البعل الذي لأبيك، واقطع السارية التي عنده،
26 وابن مذبحا للرب إلهك على رأس هذا الحصن بترتيب، وخذ الثور الثاني وأصعد محرقة
على حطب السارية التي تقطعها.
27 فأخذ جدعون عشرة رجال من عبيده وعمل كما كلمه الرب. وإذ كان يخاف من بيت أبيه
وأهل المدينة أن يعمل ذلك نهارا، فعمله ليلا.
28 فبكر أهل المدينة في الغد وإذا بمذبح البعل قد هدم والسارية التي عنده قد قطعت،
والثور الثاني قد أصعد على المذبح الذي بني.
29 فقالوا الواحد لصاحبه: «من عمل هذا الأمر؟» فسألوا وبحثوا فقالوا: «إن جدعون بن
يوآش قد فعل هذا الأمر».
30 فقال أهل المدينة ليوآش: «أخرج ابنك لكي يموت، لأنه هدم مذبح البعل وقطع
السارية التي عنده».
31 فقال يوآش لجميع القائمين عليه: «أنتم تقاتلون للبعل، أم أنتم تخلصونه؟ من
يقاتل له يقتل في هذا الصباح. إن كان إلها فليقاتل لنفسه لأن مذبحه قد هدم».
32 فدعاه في ذلك اليوم «يربعل» قائلا: «ليقاتله البعل لأنه قد هدم مذبحه».
33 واجتمع جميع المديانيين والعمالقة وبني المشرق معا وعبروا ونزلوا في وادي
يزرعيل.
34 ولبس روح الرب جدعون فضرب بالبوق، فاجتمع أبيعزر وراءه.
35 وأرسل رسلا إلى جميع منسى، فاجتمع هو أيضا وراءه، وأرسل رسلا إلى أشير وزبولون
ونفتالي فصعدوا للقائهم.
36 وقال جدعون لله: «إن كنت تخلص بيدي إسرائيل كما تكلمت،
37 فها إني واضع جزة الصوف في البيدر، فإن كان طل على الجزة وحدها، وجفاف على
الأرض كلها، علمت أنك تخلص بيدي إسرائيل كما تكلمت».
38 وكان كذلك. فبكر في الغد وضغط الجزة وعصر طلا من الجزة، ملء قصعة ماء.
39 فقال جدعون لله: «لا يحم غضبك علي فأتكلم هذه المرة فقط. أمتحن هذه المرة فقط
بالجزة. فليكن جفاف في الجزة وحدها وعلى كل الأرض ليكن طل».
40 ففعل الله كذلك في تلك الليلة. فكان جفاف في الجزة وحدها وعلى الأرض كلها كان
طل.
__________________________
__________________
1 فبكر يربعل، أي جدعون، وكل الشعب الذي معه ونزلوا على عين حرود. وكان جيش المديانيين
شماليهم عند تل مورة في الوادي.
2 وقال الرب لجدعون: «إن الشعب الذي معك كثير علي لأدفع المديانيين بيدهم، لئلا
يفتخر علي إسرائيل قائلا: يدي خلصتني.
3 والآن ناد في آذان الشعب قائلا: من كان خائفا ومرتعدا فليرجع وينصرف من جبل
جلعاد». فرجع من الشعب اثنان وعشرون ألفا. وبقي عشرة آلاف.
4 وقال الرب لجدعون: «لم يزل الشعب كثيرا. انزل بهم إلى الماء فأنقيهم لك هناك.
ويكون أن الذي أقول لك عنه: هذا يذهب معك، فهو يذهب معك. وكل من أقول لك عنه: هذا
لا يذهب معك فهو لا يذهب».
5 فنزل بالشعب إلى الماء. وقال الرب لجدعون: «كل من يلغ بلسانه من الماء كما يلغ
الكلب فأوقفه وحده. وكذا كل من جثا على ركبتيه للشرب».
6 وكان عدد الذين ولغوا بيدهم إلى فمهم ثلاث مئة رجل. وأما باقي الشعب جميعا فجثوا
على ركبهم لشرب الماء.
7 فقال الرب لجدعون: «بالثلاث مئة الرجل الذين ولغوا أخلصكم وأدفع المديانيين
ليدك. وأما سائر الشعب فليذهبوا كل واحد إلى مكانه».
8 فأخذ الشعب زادا بيدهم مع أبواقهم. وأرسل سائر رجال إسرائيل كل واحد إلى خيمته،
وأمسك الثلاث مئة الرجل. وكانت محلة المديانيين تحته في الوادي.
9 وكان في تلك الليلة أن الرب قال له: «قم انزل إلى المحلة، لأني قد دفعتها إلى
يدك.
10 وإن كنت خائفا من النزول، فانزل أنت وفورة غلامك إلى المحلة،
11 وتسمع ما يتكلمون به، وبعد تتشدد يداك وتنزل إلى المحلة». فنزل هو وفورة غلامه
إلى آخر المتجهزين الذين في المحلة.
12 وكان المديانيون والعمالقة وكل بني المشرق حالين في الوادي كالجراد في الكثرة،
وجمالهم لا عدد لها كالرمل الذي على شاطئ البحر في الكثرة.
13 وجاء جدعون فإذا رجل يخبر صاحبه بحلم ويقول: «هوذا قد حلمت حلما، وإذا رغيف خبز
شعير يتدحرج في محلة المديانيين، وجاء إلى الخيمة وضربها فسقطت، وقلبها إلى فوق
فسقطت الخيمة».
14 فأجاب صاحبه وقال: «ليس ذلك إلأ سيف جدعون بن يوآش رجل إسرائيل. قد دفع الله
إلى يده المديانيين وكل الجيش».
15 وكان لما سمع جدعون خبر الحلم وتفسيره، أنه سجد ورجع إلى محلة إسرائيل وقال:
«قوموا لأن الرب قد دفع إلى يدكم جيش المديانيين».
16 وقسم الثلاث مئة الرجل إلى ثلاث فرق، وجعل أبواقا في أيديهم كلهم، وجرارا فارغة
ومصابيح في وسط الجرار.
17 وقال لهم: «انظروا إلي وافعلوا كذلك. وها أنا آت إلى طرف المحلة، فيكون كما
أفعل أنكم هكذا تفعلون.
18 ومتى ضربت بالبوق أنا وكل الذين معي، فاضربوا أنتم أيضا بالأبواق حول كل
المحلة، وقولوا: للرب ولجدعون».
19 فجاء جدعون والمئة الرجل الذين معه إلى طرف المحلة في أول الهزيع الأوسط،
وكانوا إذ ذاك قد أقاموا الحراس، فضربوا بالأبواق وكسروا الجرار التي بأيديهم.
20 فضربت الفرق الثلاث بالأبواق وكسروا الجرار، وأمسكوا المصابيح بأيديهم اليسرى
والأبواق بأيديهم اليمنى ليضربوا بها، وصرخوا: «سيف للرب ولجدعون».
21 ووقفوا كل واحد في مكانه حول المحلة. فركض كل الجيش وصرخوا وهربوا.
22 وضرب الثلاث المئين بالأبواق، وجعل الرب سيف كل واحد بصاحبه وبكل الجيش. فهرب
الجيش إلى بيت شطة، إلى صردة حتى إلى حافة آبل محولة، إلى طباة.
23 فاجتمع رجال إسرائيل من نفتالي ومن أشير ومن كل منسى وتبعوا المديانيين.
24 فأرسل جدعون رسلا إلى كل جبل أفرايم قائلا: «انزلوا للقاء المديانيين وخذوا
منهم المياه إلى بيت بارة والأردن». فاجتمع كل رجال أفرايم وأخذوا المياه إلى بيت
بارة والأردن.
25 وأمسكوا أميري المديانيين غرابا وذئبا، وقتلوا غرابا على صخرة غراب، وأما ذئب
فقتلوه في معصرة ذئب. وتبعوا المديانيين وأتوا برأسي غراب وذئب إلى جدعون من عبر
الأردن.
__________________________
__________________
1 وقال له رجال أفرايم: «ما هذا الأمر الذي فعلت بنا، إذ لم تدعنا عند ذهابك
لمحاربة المديانيين؟». وخاصموه بشدة.
2 فقال لهم: «ماذا فعلت الآن نظيركم؟ أليس خصاصة أفرايم خيرا من قطاف أبيعزر؟
3 ليدكم دفع الله أميري المديانيين غرابا وذئبا. وماذا قدرت أن أعمل نظيركم؟».
حينئذ ارتخت روحهم عنه عندما تكلم بهذا الكلام.
4 وجاء جدعون إلى الأردن وعبر هو والثلاث مئة الرجل الذين معه معيين ومطاردين.
5 فقال لأهل سكوت: «أعطوا أرغفة خبز للقوم الذين معي لأنهم معيون، وأنا ساع وراء
زبح وصلمناع ملكي مديان».
6 فقال رؤساء سكوت: «هل أيدي زبح وصلمناع بيدك الآن حتى نعطي جندك خبزا؟»
7 فقال جدعون: «لذلك عندما يدفع الرب زبح وصلمناع بيدي أدرس لحمكم مع أشواك البرية
بالنوارج».
8 وصعد من هناك إلى فنوئيل وكلمهم هكذا. فأجابه أهل فنوئيل كما أجاب أهل سكوت،
9 فكلم أيضا أهل فنوئيل قائلا: «عند رجوعي بسلام أهدم هذا البرج».
10 وكان زبح وصلمناع في قرقر وجيشهما معهما نحو خمسة عشر ألفا، كل الباقين من جميع
جيش بني المشرق. والذين سقطوا مئة وعشرون ألف رجل مخترطي السيف.
11 وصعد جدعون في طريق ساكني الخيام شرقي نوبح ويجبهة، وضرب الجيش وكان الجيش
مطمئنا.
12 فهرب زبح وصلمناع، فتبعهما وأمسك ملكي مديان زبح وصلمناع وأزعج كل الجيش.
13 ورجع جدعون بن يوآش من الحرب من عند عقبة حارس.
14 وأمسك غلاما من أهل سكوت وسأله، فكتب له رؤساء سكوت وشيوخها، سبعة وسبعين رجلا.
15 ودخل إلى أهل سكوت وقال: «هوذا زبح وصلمناع اللذان عيرتموني بهما قائلين: هل
أيدي زبح وصلمناع بيدك الآن حتى نعطي رجالك المعيين خبزا؟»
16 وأخذ شيوخ المدينة وأشواك البرية والنوارج وعلم بها أهل سكوت.
17 وهدم برج فنوئيل وقتل رجال المدينة.
18 وقال لزبح وصلمناع: «كيف الرجال الذين قتلتماهم في تابور؟» فقالا: «مثلهم مثلك.
كل واحد كصورة أولاد ملك».
19 فقال: «هم إخوتي بنو أمي. حي هو الرب لو استحييتماهم لما قتلتكما!».
20 وقال ليثر بكره: «قم اقتلهما». فلم يخترط الغلام سيفه، لأنه خاف، بما أنه فتى
بعد.
21 فقال زبح وصلمناع: «قم أنت وقع علينا، لأنه مثل الرجل بطشه». فقام جدعون وقتل
زبح وصلمناع، وأخذ الأهلة التي في أعناق جمالهما.
22 وقال رجال إسرائيل لجدعون: «تسلط علينا أنت وابنك وابن ابنك، لأنك قد خلصتنا من
يد مديان».
23 فقال لهم جدعون: «لا أتسلط أنا عليكم ولا يتسلط ابني عليكم. الرب يتسلط عليكم».
24 ثم قال لهم جدعون: «أطلب منكم طلبة: أن تعطوني كل واحد أقراط غنيمته». لأنه كان
لهم أقراط ذهب لأنهم إسماعيليون.
25 فقالوا: «إننا نعطي». وفرشوا رداء وطرحوا عليه كل واحد أقراط غنيمته.
26 وكان وزن أقراط الذهب التي طلب ألفا وسبع مئة شاقل ذهبا، ما عدا الأهلة والحلق
وأثواب الأرجوان التي على ملوك مديان، وما عدا القلائد التي في أعناق جمالهم.
27 فصنع جدعون منها أفودا وجعله في مدينته في عفرة. وزنى كل إسرائيل وراءه هناك،
فكان ذلك لجدعون وبيته فخا.
28 وذل مديان أمام بني إسرائيل ولم يعودوا يرفعون رؤوسهم. واستراحت الأرض أربعين
سنة في أيام جدعون.
29 وذهب يربعل بن يوآش وأقام في بيته.
30 وكان لجدعون سبعون ولدا خارجون من صلبه، لأنه كانت له نساء كثيرات.
31 وسريته التي في شكيم ولدت له هي أيضا ابنا فسماه أبيمالك.
32 ومات جدعون بن يوآش بشيبة صالحة، ودفن في قبر يوآش أبيه في عفرة أبيعزر.
33 وكان بعد موت جدعون أن بني إسرائيل رجعوا وزنوا وراء البعليم، وجعلوا لهم بعل
بريث إلها.
34 ولم يذكر بنو إسرائيل الرب إلههم الذي أنقذهم من يد جميع أعدائهم من حولهم.
35 ولم يعملوا معروفا مع بيت يربعل، جدعون، نظير كل الخير الذي عمل مع إسرائيل.
__________________________
__________________
1 وذهب أبيمالك بن يربعل إلى شكيم إلى إخوة أمه، وكلمهم وجميع عشيرة بيت أبي أمه
قائلا:
2 «تكلموا الآن في آذان جميع أهل شكيم. أيما هو خير لكم: أأن يتسلط عليكم سبعون
رجلا، جميع بني يربعل، أم أن يتسلط عليكم رجل واحد؟ واذكروا أني أنا عظمكم
ولحمكم».
3 فتكلم إخوة أمه عنه في آذان كل أهل شكيم بجميع هذا الكلام. فمال قلبهم وراء
أبيمالك، لأنهم قالوا: «أخونا هو».
4 وأعطوه سبعين شاقل فضة من بيت بعل بريث، فاستأجر بها أبيمالك رجالا بطالين
طائشين، فسعوا وراءه.
5 ثم جاء إلى بيت أبيه في عفرة وقتل إخوته بني يربعل، سبعين رجلا، على حجر واحد.
وبقي يوثام بن يربعل الأصغر لأنه اختبأ.
6 فاجتمع جميع أهل شكيم وكل سكان القلعة وذهبوا وجعلوا أبيمالك ملكا عند بلوطة
النصب الذي في شكيم.
7 وأخبروا يوثام فذهب ووقف على رأس جبل جرزيم، ورفع صوته ونادى وقال لهم: «اسمعوا
لي يا أهل شكيم، يسمع لكم الله.
8 مرة ذهبت الأشجار لتمسح عليها ملكا. فقالت للزيتونة: املكي علينا.
9 فقالت لها الزيتونة: أأترك دهني الذي به يكرمون بي الله والناس، وأذهب لكي أملك
على الأشجار؟
10 ثم قالت الأشجار للتينة: تعالي أنت واملكي علينا.
11 فقالت لها التينة: أأترك حلاوتي وثمري الطيب وأذهب لكي أملك على الأشجار؟
12 فقالت الأشجار للكرمة: تعالي أنت واملكي علينا.
13 فقالت لها الكرمة: أأترك مسطاري الذي يفرح الله والناس وأذهب لكي أملك على
الأشجار؟
14 ثم قالت جميع الأشجار للعوسج: تعال أنت واملك علينا.
15 فقال العوسج للأشجار: إن كنتم بالحق تمسحونني عليكم ملكا فتعالوا واحتموا تحت
ظلي. وإلأ فتخرج نار من العوسج وتأكل أرز لبنان!
16 فالآن إن كنتم قد عملتم بالحق والصحة إذ جعلتم أبيمالك ملكا، وإن كنتم قد فعلتم
خيرا مع يربعل ومع بيته، وإن كنتم قد فعلتم له حسب عمل يديه،
17 لأن أبي قد حارب عنكم وخاطر بنفسه وأنقذكم من يد مديان.
18 وأنتم قد قمتم اليوم على بيت أبي وقتلتم بنيه، سبعين رجلا على حجر واحد، وملكتم
أبيمالك ابن أمته على أهل شكيم لأنه أخوكم.
19 فإن كنتم قد عملتم بالحق والصحة مع يربعل ومع بيته في هذا اليوم، فافرحوا أنتم
بأبيمالك، وليفرح هو أيضا بكم.
20 وإلأ فتخرج نار من أبيمالك وتأكل أهل شكيم وسكان القلعة، وتخرج نار من أهل شكيم
ومن سكان القلعة وتأكل أبيمالك».
21 ثم هرب يوثام وفر وذهب إلى بئر، وأقام هناك من وجه أبيمالك أخيه.
22 فترأس أبيمالك على إسرائيل ثلاث سنين.
23 وأرسل الرب روحا رديا بين أبيمالك وأهل شكيم، فغدر أهل شكيم بأبيمالك.
24 ليأتي ظلم بني يربعل السبعين، ويجلب دمهم على أبيمالك أخيهم الذي قتلهم، وعلى
أهل شكيم الذين شددوا يديه لقتل إخوته.
25 فوضع له أهل شكيم كمينا على رؤوس الجبال، وكانوا يستلبون كل من عبر بهم في
الطريق. فأخبر أبيمالك.
26 وجاء جعل بن عابد مع إخوته وعبروا إلى شكيم فوثق به أهل شكيم.
27 وخرجوا إلى الحقل وقطفوا كرومهم وداسوا وصنعوا تمجيدا، ودخلوا بيت إلههم وأكلوا
وشربوا ولعنوا أبيمالك.
28 فقال جعل بن عابد: «من هو أبيمالك ومن هو شكيم حتى نخدمه؟ أما هو ابن يربعل،
وزبول وكيله؟ اخدموا رجال حمور أبي شكيم. فلماذا نخدمه نحن؟
29 من يجعل هذا الشعب بيدي فأعزل أبيمالك». وقال لأبيمالك: «كثر جندك واخرج!».
30 ولما سمع زبول رئيس المدينة كلام جعل بن عابد حمي غضبه،
31 وأرسل رسلا إلى أبيمالك في ترمة يقول: «هوذا جعل بن عابد وإخوته قد أتوا إلى
شكيم، وها هم يهيجون المدينة ضدك.
32 فالآن قم ليلا أنت والشعب الذي معك واكمن في الحقل.
33 ويكون في الصباح عند شروق الشمس أنك تبكر وتقتحم المدينة. وها هو والشعب الذي
معه يخرجون إليك فتفعل به حسبما تجده يدك».
34 فقام أبيمالك وكل الشعب الذي معه ليلا وكمنوا لشكيم أربع فرق.
35 فخرج جعل بن عابد ووقف في مدخل باب المدينة. فقام أبيمالك والشعب الذي معه من
المكمن.
36 ورأى جعل الشعب فقال لزبول: «هوذا شعب نازل عن رؤوس الجبال». فقال له زبول:
«إنك ترى ظل الجبال كأنه أناس».
37 فعاد جعل وتكلم أيضا قائلا: «هوذا شعب نازل من عند أعالي الأرض، وفرقة واحدة
آتية عن طريق بلوطة العائفين».
38 فقال له زبول: «أين الآن فوك الذي قلت به: من هو أبيمالك حتى نخدمه؟ أليس هذا
هو الشعب الذي رذلته؟ فاخرج الآن وحاربه».
39 فخرج جعل أمام أهل شكيم وحارب أبيمالك.
40 فهزمه أبيمالك، فهرب من قدامه وسقط قتلى كثيرون حتى عند مدخل الباب.
41 فأقام أبيمالك في أرومة. وطرد زبول جعلا وإخوته عن الإقامة في شكيم.
42 وكان في الغد أن الشعب خرج إلى الحقل وأخبروا أبيمالك.
43 فأخذ القوم وقسمهم إلى ثلاث فرق، وكمن في الحقل ونظر وإذا الشعب يخرج من
المدينة، فقام عليهم وضربهم.
44 وأبيمالك والفرقة التي معه اقتحموا ووقفوا في مدخل باب المدينة. وأما الفرقتان
فهجمتا على كل من في الحقل وضربتاه.
45 وحارب أبيمالك المدينة كل ذلك اليوم، وأخذ المدينة وقتل الشعب الذي بها، وهدم
المدينة وزرعها ملحا.
46 وسمع كل أهل برج شكيم فدخلوا إلى صرح بيت إيل بريث.
47 فأخبر أبيمالك أن كل أهل برج شكيم قد اجتمعوا.
48 فصعد أبيمالك إلى جبل صلمون هو وكل الشعب الذي معه. وأخذ أبيمالك الفؤوس بيده،
وقطع غصن شجر ورفعه ووضعه على كتفه، وقال للشعب الذي معه: «ما رأيتموني أفعله
فأسرعوا افعلوا مثلي».
49 فقطع الشعب أيضا كل واحد غصنا وساروا وراء أبيمالك، ووضعوها على الصرح، وأحرقوا
عليهم الصرح بالنار. فمات أيضا جميع أهل برج شكيم، نحو ألف رجل وامرأة.
50 ثم ذهب أبيمالك إلى تاباص ونزل في تاباص وأخذها.
51 وكان برج قوي في وسط المدينة فهرب إليه جميع الرجال والنساء وكل أهل المدينة،
وأغلقوا وراءهم، وصعدوا إلى سطح البرج.
52 فجاء أبيمالك إلى البرج وحاربه، واقترب إلى باب البرج ليحرقه بالنار.
53 فطرحت امرأة قطعة رحى على رأس أبيمالك فشجت جمجمته.
54 فدعا حالا الغلام حامل عدته وقال له: «اخترط سيفك واقتلني، لئلا يقولوا عني:
قتلته امرأة». فطعنه الغلام فمات.
55 ولما رأى رجال إسرائيل أن أبيمالك قد مات، ذهب كل واحد إلى مكانه.
56 فرد الله شر أبيمالك الذي فعله بأبيه لقتله إخوته السبعين،
57 وكل شر أهل شكيم رده الله على رؤوسهم، وأتت عليهم لعنة يوثام بن يربعل.
__________________________
__________________
1 وقام بعد أبيمالك لتخليص إسرائيل تولع بن فواة بن دودو، رجل من يساكر، كان ساكنا
في شامير في جبل أفرايم.
2 فقضى لإسرائيل ثلاثا وعشرين سنة ومات ودفن في شامير.
3 ثم قام بعده يائير الجلعادي، فقضى لإسرائيل اثنتين وعشرين سنة.
4 وكان له ثلاثون ولدا يركبون على ثلاثين جحشا، ولهم ثلاثون مدينة. منهم يدعونها
«حووث يائير» إلى هذا اليوم. هي في أرض جلعاد.
5 ومات يائير ودفن في قامون.
6 وعاد بنو إسرائيل يعملون الشر في عيني الرب، وعبدوا البعليم والعشتاروث وآلهة
أرام وآلهة صيدون وآلهة موآب وآلهة بني عمون وآلهة الفلسطينيين، وتركوا الرب ولم
يعبدوه.
7 فحمي غضب الرب على إسرائيل وباعهم بيد الفلسطينيين وبيد بني عمون.
8 فحطموا ورضضوا بني إسرائيل في تلك السنة. ثماني عشرة سنة. جميع بني إسرائيل
الذين في عبر الأردن في أرض الأموريين الذين في جلعاد.
9 وعبر بنو عمون الأردن ليحاربوا أيضا يهوذا وبنيامين وبيت أفرايم. فتضايق إسرائيل
جدا.
10 فصرخ بنو إسرائيل إلى الرب قائلين: «أخطأنا إليك لأننا تركنا إلهنا وعبدنا
البعليم».
11 فقال الرب لبني إسرائيل: «أليس من المصريين والأموريين وبني عمون والفلسطينيين
خلصتكم؟
12 والصيدونيون والعمالقة والمعونيون قد ضايقوكم فصرختم إلي فخلصتكم من أيديهم؟
13 وأنتم قد تركتموني وعبدتم آلهة أخرى. لذلك لا أعود أخلصكم.
14 امضوا واصرخوا إلى الآلهة التي اخترتموها، لتخلصكم هي في زمان ضيقكم».
15 فقال بنو إسرائيل للرب: «أخطأنا، فافعل بنا كل ما يحسن في عينيك. إنما أنقذنا
هذا اليوم».
16 وأزالوا الآلهة الغريبة من وسطهم وعبدوا الرب، فضاقت نفسه بسبب مشقة إسرائيل.
17 فاجتمع بنو عمون ونزلوا في جلعاد، واجتمع بنو إسرائيل ونزلوا في المصفاة.
18 فقال الشعب رؤساء جلعاد الواحد لصاحبه: «أي هو الرجل الذي يبتدئ بمحاربة بني
عمون؟ فإنه يكون رأسا لجميع سكان جلعاد».
__________________________
__________________
1 وكان يفتاح الجلعادي جبار بأس، وهو ابن امرأة زانية. وجلعاد ولد يفتاح.
2 ثم ولدت امرأة جلعاد له بنين. فلما كبر بنو المرأة طردوا يفتاح، وقالوا له: «لا
ترث في بيت أبينا لأنك أنت ابن امرأة أخرى».
3 فهرب يفتاح من وجه إخوته وأقام في أرض طوب. فاجتمع إلى يفتاح رجال بطالون وكانوا
يخرجون معه.
4 وكان بعد أيام أن بني عمون حاربوا إسرائيل.
5 ولما حارب بنو عمون إسرائيل ذهب شيوخ جلعاد ليأتوا بيفتاح من أرض طوب.
6 وقالوا ليفتاح: «تعال وكن لنا قائدا فنحارب بني عمون».
7 فقال يفتاح لشيوخ جلعاد: «أما أبغضتموني أنتم وطردتموني من بيت أبي؟ فلماذا
أتيتم إلي الآن إذ تضايقتم؟»
8 فقال شيوخ جلعاد ليفتاح: «لذلك قد رجعنا الآن إليك لتذهب معنا وتحارب بني عمون،
وتكون لنا رأسا لكل سكان جلعاد».
9 فقال يفتاح لشيوخ جلعاد: «إذا أرجعتموني لمحاربة بني عمون ودفعهم الرب أمامي
فأنا أكون لكم رأسا».
10 فقال شيوخ جلعاد ليفتاح: «الرب يكون سامعا بيننا إن كنا لا نفعل هكذا حسب
كلامك».
11 فذهب يفتاح مع شيوخ جلعاد، وجعله الشعب عليهم رأسا وقائدا. فتكلم يفتاح بجميع
كلامه أمام الرب في المصفاة.
12 فأرسل يفتاح رسلا إلى ملك بني عمون يقول: «ما لي ولك أنك أتيت إلي للمحاربة في
أرضي؟»
13 فقال ملك بني عمون لرسل يفتاح: «لأن إسرائيل قد أخذ أرضي عند صعوده من مصر، من
أرنون إلى اليبوق وإلى الأردن. فالآن ردها بسلام».
14 وعاد أيضا يفتاح وأرسل رسلا إلى ملك بني عمون
15 وقال له: «هكذا يقول يفتاح: لم يأخذ إسرائيل أرض موآب ولا أرض بني عمون،
16 لأنه عند صعود إسرائيل من مصر سار في القفر إلى بحر سوف وأتى إلى قادش.
17 وأرسل إسرائيل رسلا إلى ملك أدوم قائلا: دعني أعبر في أرضك. فلم يسمع ملك أدوم.
فأرسل أيضا إلى ملك موآب فلم يرض. فأقام إسرائيل في قادش.
18 وسار في القفر ودار بأرض أدوم وأرض موآب وأتى من مشرق الشمس إلى أرض موآب ونزل
في عبر أرنون، ولم يأتوا إلى تخم موآب لأن أرنون تخم موآب.
19 ثم أرسل إسرائيل رسلا إلى سيحون ملك الأموريين، ملك حشبون، وقال له إسرائيل:
دعني أعبر في أرضك إلى مكاني.
20 ولم يأمن سيحون لإسرائيل أن يعبر في تخمه، بل جمع سيحون كل شعبه ونزلوا في ياهص
وحاربوا إسرائيل.
21 فدفع الرب إله إسرائيل سيحون وكل شعبه ليد إسرائيل فضربوهم، وامتلك إسرائيل كل
أرض الأموريين سكان تلك الأرض.
22 فامتلكوا كل تخم الأموريين من أرنون إلى اليبوق ومن القفر إلى الأردن.
23 والآن الرب إله إسرائيل قد طرد الأموريين من أمام شعبه إسرائيل. أفأنت تمتلكه؟
24 أليس ما يملكك إياه كموش إلهك تمتلك؟ وجميع الذين طردهم الرب إلهنا من أمامنا
فإياهم نمتلك.
25 والآن فهل أنت خير من بالاق بن صفور ملك موآب؟ فهل خاصم إسرائيل أو حاربهم
محاربة
26 حين أقام إسرائيل في حشبون وقراها، وعروعير وقراها وكل المدن التي على جانب
أرنون ثلاث مئة سنة؟ فلماذا لم تستردها في تلك المدة؟
27 فأنا لم أخطئ إليك. وأما أنت فإنك تفعل بي شرا بمحاربتي. ليقض الرب القاضي
اليوم بين بني إسرائيل وبني عمون».
28 فلم يسمع ملك بني عمون لكلام يفتاح الذي أرسل إليه.
29 فكان روح الرب على يفتاح، فعبر جلعاد ومنسى وعبر مصفاة جلعاد، ومن مصفاة جلعاد
عبر إلى بني عمون.
30 ونذر يفتاح نذرا للرب قائلا: «إن دفعت بني عمون ليدي،
31 فالخارج الذي يخرج من أبواب بيتي للقائي عند رجوعي بالسلامة من عند بني عمون
يكون للرب، وأصعده محرقة».
32 ثم عبر يفتاح إلى بني عمون لمحاربتهم. فدفعهم الرب ليده.
33 فضربهم من عروعير إلى مجيئك إلى منيت، عشرين مدينة، وإلى آبل الكروم ضربة عظيمة
جدا. فذل بنو عمون أمام بني إسرائيل.
34 ثم أتى يفتاح إلى المصفاة إلى بيته، وإذا بابنته خارجة للقائه بدفوف ورقص. وهي
وحيدة. لم يكن له ابن ولا ابنة غيرها.
35 وكان لما رآها أنه مزق ثيابه وقال: «آه يا بنتي! قد أحزنتني حزنا وصرت بين
مكدري، لأني قد فتحت فمي إلى الرب ولا يمكنني الرجوع».
36 فقالت له: «يا أبي، هل فتحت فاك إلى الرب؟ فافعل بي كما خرج من فيك، بما أن
الرب قد انتقم لك من أعدائك بني عمون».
37 ثم قالت لأبيها: «فليفعل لي هذا الأمر: اتركني شهرين فأذهب وأنزل على الجبال وأبكي
عذراويتي أنا وصاحباتي».
38 فقال: «اذهبي». وأرسلها إلى شهرين. فذهبت هي وصاحباتها وبكت عذراويتها على
الجبال.
39 وكان عند نهاية الشهرين أنها رجعت إلى أبيها، ففعل بها نذره الذي نذر. وهي لم
تعرف رجلا. فصارت عادة في إسرائيل
40 أن بنات إسرائيل يذهبن من سنة إلى سنة لينحن على بنت يفتاح الجلعادي أربعة أيام
في السنة.
__________________________
__________________
1 واجتمع رجال أفرايم وعبروا إلى جهة الشمال، وقالوا ليفتاح: «لماذا عبرت لمحاربة
بني عمون ولم تدعنا للذهاب معك؟ نحرق بيتك عليك بنار».
2 فقال لهم يفتاح: «صاحب خصام شديد كنت أنا وشعبي مع بني عمون، وناديتكم فلم
تخلصوني من يدهم.
3 ولما رأيت أنكم لا تخلصون، وضعت نفسي في يدي وعبرت إلى بني عمون، فدفعهم الرب
ليدي. فلماذا صعدتم علي اليوم هذا لمحاربتي؟».
4 وجمع يفتاح كل رجال جلعاد وحارب أفرايم، فضرب رجال جلعاد أفرايم لأنهم قالوا:
«أنتم منفلتو أفرايم. جلعاد بين أفرايم ومنسى».
5 فأخذ الجلعاديون مخاوض الأردن لأفرايم. وكان إذ قال منفلتو أفرايم: «دعوني
أعبر». كان رجال جلعاد يقولون له: «أأنت أفرايمي؟» فإن قال: «لا»
6 كانوا يقولون له: «قل إذا: شبولت» فيقول: «سبولت» ولم يتحفظ للفظ بحق. فكانوا
يأخذونه ويذبحونه على مخاوض الأردن. فسقط في ذلك الوقت من أفرايم اثنان وأربعون
ألفا.
7 وقضى يفتاح لإسرائيل ست سنين. ومات يفتاح الجلعادي ودفن في إحدى مدن جلعاد.
8 وقضى بعده لإسرائيل إبصان من بيت لحم.
9 وكان له ثلاثون ابنا وثلاثون ابنة أرسلهن إلى الخارج، وأتى من الخارج بثلاثين
ابنة لبنيه. وقضى لإسرائيل سبع سنين.
10 ومات إبصان ودفن في بيت لحم.
11 وقضى بعده لإسرائيل إيلون الزبولوني. قضى لإسرائيل عشر سنين.
12 ومات إيلون الزبولوني ودفن في أيلون، في أرض زبولون.
13 وقضى بعده لإسرائيل عبدون بن هليل الفرعتوني.
14 وكان له أربعون ابنا وثلاثون حفيدا يركبون على سبعين جحشا. قضى لإسرائيل ثماني
سنين.
15 ومات عبدون بن هليل الفرعتوني ودفن في فرعتون، في أرض أفرايم، في جبل العمالقة.
__________________________
__________________
1 ثم عاد بنو إسرائيل يعملون الشر في عيني الرب، فدفعهم الرب ليد الفلسطينيين
أربعين سنة.
2 وكان رجل من صرعة من عشيرة الدانيين اسمه منوح، وامرأته عاقر لم تلد.
3 فتراءى ملاك الرب للمرأة وقال لها: «ها أنت عاقر لم تلدي، ولكنك تحبلين وتلدين
ابنا.
4 والآن فاحذري ولا تشربي خمرا ولا مسكرا، ولا تأكلي شيئا نجسا.
5 فها إنك تحبلين وتلدين ابنا، ولا يعل موسى رأسه، لأن الصبي يكون نذيرا لله من
البطن، وهو يبدأ يخلص إسرائيل من يد الفلسطينيين».
6 فدخلت المرأة وكلمت رجلها قائلة: «جاء إلي رجل الله، ومنظره كمنظر ملاك الله،
مرهب جدا. ولم أسأله: من أين هو، ولا هو أخبرني عن اسمه.
7 وقال لي: ها أنت تحبلين وتلدين ابنا. والآن فلا تشربي خمرا ولا مسكرا، ولا تأكلي
شيئا نجسا، لأن الصبي يكون نذيرا لله من البطن إلى يوم موته».
8 فصلى منوح إلى الرب وقال: «أسألك يا سيدي أن يأتي أيضا إلينا رجل الله الذي
أرسلته، ويعلمنا: ماذا نعمل للصبي الذي يولد؟».
9 فسمع الله لصوت منوح، فجاء ملاك الله أيضا إلى المرأة وهي جالسة في الحقل، ومنوح
رجلها ليس معها.
10 فأسرعت المرأة وركضت وأخبرت رجلها وقالت له: «هوذا قد تراءى لي الرجل الذي جاء
إلي ذلك اليوم».
11 فقام منوح وسار وراء امرأته وجاء إلى الرجل، وقال له: «أأنت الرجل الذي تكلم مع
المرأة؟» فقال: «أنا هو».
12 فقال منوح: «عند مجيء كلامك، ماذا يكون حكم الصبي ومعاملته؟»
13 فقال ملاك الرب لمنوح: «من كل ما قلت للمرأة فلتحتفظ.
14 من كل ما يخرج من جفنة الخمر لا تأكل، وخمرا ومسكرا لا تشرب، وكل نجس لا تأكل.
لتحذر من كل ما أوصيتها».
15 فقال منوح لملاك الرب: «دعنا نعوقك ونعمل لك جدي معزى».
16 فقال ملاك الرب لمنوح: «ولو عوقتني لا آكل من خبزك، وإن عملت محرقة فللرب
أصعدها». لأن منوح لم يعلم أنه ملاك الرب.
17 فقال منوح لملاك الرب: «ما اسمك حتى إذا جاء كلامك نكرمك؟»
18 فقال له ملاك الرب: «لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب؟».
19 فأخذ منوح جدي المعزى والتقدمة وأصعدهما على الصخرة للرب. فعمل عملا عجيبا
ومنوح وامرأته ينظران.
20 فكان عند صعود اللهيب عن المذبح نحو السماء، أن ملاك الرب صعد في لهيب المذبح،
ومنوح وامرأته ينظران. فسقطا على وجهيهما إلى الأرض.
21 ولم يعد ملاك الرب يتراءى لمنوح وامرأته. حينئذ عرف منوح أنه ملاك الرب.
22 فقال منوح لامرأته: «نموت موتا لأننا قد رأينا الله»
23 فقالت له امرأته: «لو أراد الرب أن يميتنا، لما أخذ من يدنا محرقة وتقدمة، ولما
أرانا كل هذه، ولما كان في مثل هذا الوقت أسمعنا مثل هذه».
24 فولدت المرأة ابنا ودعت اسمه شمشون. فكبر الصبي وباركه الرب.
25 وابتدأ روح الرب يحركه في محلة دان بين صرعة وأشتأول.
__________________________
__________________
1 ونزل شمشون إلى تمنة، ورأى امرأة في تمنة من بنات الفلسطينيين.
2 فصعد وأخبر أباه وأمه وقال: «قد رأيت امرأة في تمنة من بنات الفلسطينيين، فالآن
خذاها لي امرأة».
3 فقال له أبوه وأمه: «أليس في بنات إخوتك وفي كل شعبي امرأة حتى أنك ذاهب لتأخذ
امرأة من الفلسطينيين الغلف؟» فقال شمشون لأبيه: «إياها خذ لي لأنها حسنت في
عيني».
4 ولم يعلم أبوه وأمه أن ذلك من الرب، لأنه كان يطلب علة على الفلسطينيين. وفي ذلك
الوقت كان الفلسطينيون متسلطين على إسرائيل.
5 فنزل شمشون وأبوه وأمه إلى تمنة، وأتوا إلى كروم تمنة. وإذا بشبل أسد يزمجر
للقائه.
6 فحل عليه روح الرب، فشقه كشق الجدي، وليس في يده شيء. ولم يخبر أباه وأمه بما
فعل.
7 فنزل وكلم المرأة فحسنت في عيني شمشون.
8 ولما رجع بعد أيام لكي يأخذها، مال لكي يرى رمة الأسد، وإذا دبر من النحل في جوف
الأسد مع عسل.
9 فاشتار منه على كفيه، وكان يمشي ويأكل، وذهب إلى أبيه وأمه وأعطاهما فأكلا، ولم
يخبرهما أنه من جوف الأسد اشتار العسل.
10 ونزل أبوه إلى المرأة، فعمل هناك شمشون وليمة، لأنه هكذا كان يفعل الفتيان.
11 فلما رأوه أحضروا ثلاثين من الأصحاب، فكانوا معه.
12 فقال لهم شمشون: «لأحاجينكم أحجية، فإذا حللتموها لي في سبعة أيام الوليمة
وأصبتموها، أعطيكم ثلاثين قميصا وثلاثين حلة ثياب.
13 وإن لم تقدروا أن تحلوها لي، تعطوني أنتم ثلاثين قميصا وثلاثين حلة ثياب».
فقالوا له: «حاج أحجيتك فنسمعها».
14 فقال لهم: «من الآكل خرج أكل، ومن الجافي خرجت حلاوة». فلم يستطيعوا أن يحلوا
الأحجية في ثلاثة أيام.
15 وكان في اليوم السابع أنهم قالوا لامرأة شمشون: «تملقي رجلك لكي يظهر لنا
الأحجية، لئلا نحرقك وبيت أبيك بنار. ألتسلبونا دعوتمونا أم لا؟»
16 فبكت امرأة شمشون لديه وقالت: «إنما كرهتني ولا تحبني. قد حاجيت بني شعبي أحجية
وإياي لم تخبر». فقال لها: «هوذا أبي وأمي لم أخبرهما، فهل إياك أخبر؟».
17 فبكت لديه السبعة الأيام التي فيها كانت لهم الوليمة. وكان في اليوم السابع أنه
أخبرها لأنها ضايقته، فأظهرت الأحجية لبني شعبها.
18 فقال له رجال المدينة في اليوم السابع قبل غروب الشمس: «أي شيء أحلى من العسل،
وما أجفى من الأسد؟» فقال لهم: «لو لم تحرثوا على عجلتي، لما وجدتم أحجيتي».
19 وحل عليه روح الرب فنزل إلى أشقلون وقتل منهم ثلاثين رجلا، وأخذ سلبهم وأعطى
الحلل لمظهري الأحجية. وحمي غضبه وصعد إلى بيت أبيه.
20 فصارت امرأة شمشون لصاحبه الذي كان يصاحبه.
__________________________
__________________
1 وكان بعد مدة في أيام حصاد الحنطة، أن شمشون افتقد امرأته بجدي معزى.
2 وقال: «أدخل إلى امرأتي إلى حجرتها». ولكن أباها لم يدعه أن يدخل. وقال أبوها:
«إني قلت إنك قد كرهتها فأعطيتها لصاحبك. أليست أختها الصغيرة أحسن منها؟ فلتكن لك
عوضا عنها».
3 فقال لهم شمشون: «إني بريء الآن من الفلسطينيين إذا عملت بهم شرا».
4 وذهب شمشون وأمسك ثلاث مئة ابن آوى، وأخذ مشاعل وجعل ذنبا إلى ذنب، ووضع مشعلا
بين كل ذنبين في الوسط،
5 ثم أضرم المشاعل نارا وأطلقها بين زروع الفلسطينيين، فأحرق الأكداس والزرع وكروم
الزيتون.
6 فقال الفلسطينيون: «من فعل هذا؟» فقالوا: «شمشون صهر التمني، لأنه أخذ امرأته
وأعطاها لصاحبه». فصعد الفلسطينيون وأحرقوها وأباها بالنار.
7 فقال لهم شمشون: «ولو فعلتم هذا فإني أنتقم منكم، وبعد أكف».
8 وضربهم ساقا على فخذ ضربا عظيما. ثم نزل وأقام في شق صخرة عيطم.
9 وصعد الفلسطينيون ونزلوا في يهوذا وتفرقوا في لحي.
10 فقال رجال يهوذا: «لماذا صعدتم علينا؟» فقالوا: «صعدنا لكي نوثق شمشون لنفعل به
كما فعل بنا».
11 فنزل ثلاثة آلاف رجل من يهوذا إلى شق صخرة عيطم، وقالوا لشمشون: «أما علمت أن
الفلسطينيين متسلطون علينا؟ فماذا فعلت بنا؟» فقال لهم: «كما فعلوا بي هكذا فعلت
بهم».
12 فقالوا له: «نزلنا لكي نوثقك ونسلمك إلى يد الفلسطينيين». فقال لهم شمشون:
«احلفوا لي أنكم أنتم لا تقعون علي».
13 فكلموه قائلين: «كلا. ولكننا نوثقك ونسلمك إلى يدهم، وقتلا لا نقتلك». فأوثقوه
بحبلين جديدين وأصعدوه من الصخرة.
14 ولما جاء إلى لحي، صاح الفلسطينيون للقائه. فحل عليه روح الرب، فكان الحبلان
اللذان على ذراعيه ككتان أحرق بالنار، فانحل الوثاق عن يديه.
15 ووجد لحي حمار طريا، فمد يده وأخذه وضرب به ألف رجل.
16 فقال شمشون: «بلحي حمار كومة كومتين. بلحي حمار قتلت ألف رجل».
17 ولما فرغ من الكلام رمى اللحي من يده، ودعا ذلك المكان «رمت لحي».
18 ثم عطش جدا فدعا الرب وقال: «إنك قد جعلت بيد عبدك هذا الخلاص العظيم، والآن
أموت من العطش وأسقط بيد الغلف».
19 فشق الله الكفة التي في لحي، فخرج منها ماء، فشرب ورجعت روحه فانتعش. لذلك دعا
اسمه «عين هقوري» التي في لحي إلى هذا اليوم.
20 وقضى لإسرائيل في أيام الفلسطينيين عشرين سنة.
__________________________
__________________
1 ثم ذهب شمشون إلى غزة، ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها.
2 فقيل للغزيين: «قد أتى شمشون إلى هنا». فأحاطوا به وكمنوا له الليل كله عند باب
المدينة. فهدأوا الليل كله قائلين: «عند ضوء الصباح نقتله».
3 فاضطجع شمشون إلى نصف الليل، ثم قام في نصف الليل وأخذ مصراعي باب المدينة
والقائمتين وقلعهما مع العارضة، ووضعها على كتفيه وصعد بها إلى رأس الجبل الذي مقابل
حبرون.
4 وكان بعد ذلك أنه أحب امرأة في وادي سورق اسمها دليلة.
5 فصعد إليها أقطاب الفلسطينيين وقالوا لها: «تملقيه وانظري بماذا قوته العظيمة،
وبماذا نتمكن منه لكي نوثقه لإذلاله، فنعطيك كل واحد ألفا ومئة شاقل فضة».
6 فقالت دليلة لشمشون: «أخبرني بماذا قوتك العظيمة؟ وبماذا توثق لإذلالك؟»
7 فقال لها شمشون: «إذا أوثقوني بسبعة أوتار طرية لم تجف، أضعف وأصير كواحد من
الناس».
8 فأصعد لها أقطاب الفلسطينيين سبعة أوتار طرية لم تجف، فأوثقته بها،
9 والكمين لابث عندها في الحجرة. فقالت له: «الفلسطينيون عليك يا شمشون». فقطع
الأوتار كما يقطع فتيل المشاقة إذا شم النار، ولم تعلم قوته.
10 فقالت دليلة لشمشون: «ها قد ختلتني وكلمتني بالكذب، فأخبرني الآن بماذا توثق؟».
11 فقال لها: «إذا أوثقوني بحبال جديدة لم تستعمل، أضعف وأصير كواحد من الناس».
12 فأخذت دليلة حبالا جديدة وأوثقته بها، وقالت له: «الفلسطينيون عليك يا شمشون،
والكمين لابث في الحجرة». فقطعها عن ذراعيه كخيط.
13 فقالت دليلة لشمشون: «حتى الآن ختلتني وكلمتني بالكذب، فأخبرني بماذا توثق؟».
فقال لها: «إذا ضفرت سبع خصل رأسي مع السدى»
14 فمكنتها بالوتد. وقالت له: «الفلسطينيون عليك يا شمشون». فانتبه من نومه وقلع
وتد النسيج والسدى.
15 فقالت له: «كيف تقول أحبك، وقلبك ليس معي؟ هوذا ثلاث مرات قد ختلتني ولم تخبرني
بماذا قوتك العظيمة».
16 ولما كانت تضايقه بكلامها كل يوم وألحت عليه، ضاقت نفسه إلى الموت،
17 فكشف لها كل قلبه، وقال لها: «لم يعل موسى رأسي لأني نذير الله من بطن أمي، فإن
حلقت تفارقني قوتي وأضعف وأصير كأحد الناس».
18 ولما رأت دليلة أنه قد أخبرها بكل ما بقلبه، أرسلت فدعت أقطاب الفلسطينيين
وقالت: «اصعدوا هذه المرة فإنه قد كشف لي كل قلبه». فصعد إليها أقطاب الفلسطينيين
وأصعدوا الفضة بيدهم.
19 وأنامته على ركبتيها ودعت رجلا وحلقت سبع خصل رأسه، وابتدأت بإذلاله، وفارقته
قوته.
20 وقالت: «الفلسطينيون عليك يا شمشون». فانتبه من نومه وقال: «أخرج حسب كل مرة
وأنتفض». ولم يعلم أن الرب قد فارقه.
21 فأخذه الفلسطينيون وقلعوا عينيه، ونزلوا به إلى غزة وأوثقوه بسلاسل نحاس. وكان
يطحن في بيت السجن.
22 وابتدأ شعر رأسه ينبت بعد أن حلق.
23 وأما أقطاب الفلسطينيين فاجتمعوا ليذبحوا ذبيحة عظيمة لداجون إلههم ويفرحوا،
وقالوا: «قد دفع إلهنا ليدنا شمشون عدونا».
24 ولما رآه الشعب مجدوا إلههم، لأنهم قالوا: «قد دفع إلهنا ليدنا عدونا الذي خرب
أرضنا وكثر قتلانا».
25 وكان لما طابت قلوبهم أنهم قالوا: «ادعوا شمشون ليلعب لنا». فدعوا شمشون من بيت
السجن، فلعب أمامهم. وأوقفوه بين الأعمدة.
26 فقال شمشون للغلام الماسك بيده: «دعني ألمس الأعمدة التي البيت قائم عليها
لأستند عليها».
27 وكان البيت مملوءا رجالا ونساء، وكان هناك جميع أقطاب الفلسطينيين، وعلى السطح
نحو ثلاثة آلاف رجل وامرأة ينظرون لعب شمشون.
28 فدعا شمشون الرب وقال: «يا سيدي الرب، اذكرني وشددني يا الله هذه المرة فقط،
فأنتقم نقمة واحدة عن عيني من الفلسطينيين».
29 وقبض شمشون على العمودين المتوسطين اللذين كان البيت قائما عليهما، واستند
عليهما الواحد بيمينه والآخر بيساره.
30 وقال شمشون: «لتمت نفسي مع الفلسطينيين». وانحنى بقوة فسقط البيت على الأقطاب
وعلى كل الشعب الذي فيه، فكان الموتى الذين أماتهم في موته، أكثر من الذين أماتهم
في حياته.
31 فنزل إخوته وكل بيت أبيه وحملوه وصعدوا به ودفنوه بين صرعة وأشتأول، في قبر
منوح أبيه. وهو قضى لإسرائيل عشرين سنة.
__________________________
__________________
1 وكان رجل من جبل أفرايم اسمه ميخا.
2 فقال لأمه: «إن الألف والمئة شاقل الفضة التي أخذت منك، وأنت لعنت وقلت أيضا في
أذني. هوذا الفضة معي. أنا أخذتها». فقالت أمه: «مبارك أنت من الرب يا ابني».
3 فرد الألف والمئة شاقل الفضة لأمه. فقالت أمه: «تقديسا قدست الفضة للرب من يدي
لابني لعمل تمثال منحوت وتمثال مسبوك. فالآن أردها لك».
4 فرد الفضة لأمه، فأخذت أمه مئتي شاقل فضة وأعطتها للصائغ فعملها تمثالا منحوتا
وتمثالا مسبوكا. وكانا في بيت ميخا.
5 وكان للرجل ميخا بيت للآلهة، فعمل أفودا وترافيم وملأ يد واحد من بنيه فصار له
كاهنا.
6 وفي تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل. كان كل واحد يعمل ما يحسن في عينيه.
7 وكان غلام من بيت لحم يهوذا من عشيرة يهوذا، وهو لاوي متغرب هناك.
8 فذهب الرجل من المدينة من بيت لحم يهوذا لكي يتغرب حيثما اتفق. فأتى إلى جبل
أفرايم إلى بيت ميخا وهو آخذ في طريقه.
9 فقال له ميخا: «من أين أتيت؟» فقال له: «أنا لاوي من بيت لحم يهوذا، وأنا ذاهب
لكي أتغرب حيثما اتفق».
10 فقال له ميخا: «أقم عندي وكن لي أبا وكاهنا، وأنا أعطيك عشرة شواقل فضة في
السنة، وحلة ثياب، وقوتك». فذهب معه اللاوي.
11 فرضي اللاوي بالإقامة مع الرجل، وكان الغلام له كأحد بنيه.
12 فملأ ميخا يد اللاوي، وكان الغلام له كاهنا، وكان في بيت ميخا.
13 فقال ميخا: «الآن علمت أن الرب يحسن إلي، لأنه صار لي اللاوي كاهنا».
__________________________
__________________
1 وفي تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل، وفي تلك الأيام كان سبط الدانيين يطلب له
ملكا للسكنى لأنه إلى ذلك اليوم لم يقع له نصيب في وسط أسباط إسرائيل.
2 فأرسل بنو دان من عشيرتهم خمسة رجال منهم، رجالا بني بأس من صرعة ومن أشتأول
لتجسس الأرض وفحصها. وقالوا لهم: «اذهبوا افحصوا الأرض». فجاءوا إلى جبل أفرايم
إلى بيت ميخا وباتوا هناك.
3 وبينما هم عند بيت ميخا عرفوا صوت الغلام اللاوي، فمالوا إلى هناك وقالوا له:
«من جاء بك إلى هنا؟ وماذا أنت عامل في هذا المكان؟ وما لك هنا؟»
4 فقال لهم: «كذا وكذا عمل لي ميخا، وقد استأجرني فصرت له كاهنا».
5 فقالوا له: «اسأل إذن من الله لنعلم: هل ينجح طريقنا الذي نحن سائرون فيه؟»
6 فقال لهم الكاهن: «اذهبوا بسلام. أمام الرب طريقكم الذي تسيرون فيه».
7 فذهب الخمسة الرجال وجاءوا إلى لايش. ورأوا الشعب الذين فيها ساكنين بطمأنينة
كعادة الصيدونيين مستريحين مطمئنين، وليس في الأرض مؤذ بأمر وارث رياسة. وهم
بعيدون عن الصيدونيين وليس لهم أمر مع إنسان.
8 وجاءوا إلى إخوتهم إلى صرعة وأشتأول. فقال لهم إخوتهم: «ما أنتم؟»
9 فقالوا: «قوموا نصعد إليهم، لأننا رأينا الأرض وهوذا هي جيدة جدا وأنتم ساكتون.
لا تتكاسلوا عن الذهاب لتدخلوا وتملكوا الأرض.
10 عند مجيئكم تأتون إلى شعب مطمئن، والأرض واسعة الطرفين. إن الله قد دفعها
ليدكم. مكان ليس فيه عوز لشيء مما في الأرض».
11 فارتحل من هناك من عشيرة الدانيين من صرعة ومن أشتأول ست مئة رجل متسلحين بعدة
الحرب.
12 وصعدوا وحلوا في قرية يعاريم في يهوذا. لذلك دعوا ذلك المكان «محلة دان» إلى
هذا اليوم. هوذا هي وراء قرية يعاريم.
13 وعبروا من هناك إلى جبل أفرايم وجاءوا إلى بيت ميخا.
14 فأجاب الخمسة الرجال الذين ذهبوا لتجسس أرض لايش وقالوا لإخوتهم: «أتعلمون أن
في هذه البيوت أفودا وترافيم وتمثالا منحوتا وتمثالا مسبوكا. فالآن اعلموا ما
تفعلون».
15 فمالوا إلى هناك وجاءوا إلى بيت الغلام اللاوي، بيت ميخا، وسلموا عليه.
16 والست مئة الرجل المتسلحون بعدتهم للحرب واقفون عند مدخل الباب، هؤلاء من بني
دان.
17 فصعد الخمسة الرجال الذين ذهبوا لتجسس الأرض ودخلوا إلى هناك، وأخذوا التمثال
المنحوت والأفود والترافيم والتمثال المسبوك، والكاهن واقف عند مدخل الباب مع الست
مئة الرجل المتسلحين بعدة الحرب.
18 وهؤلاء دخلوا بيت ميخا وأخذوا التمثال المنحوت والأفود والترافيم والتمثال
المسبوك. فقال لهم الكاهن: «ماذا تفعلون؟»
19 فقالوا له: «اخرس! ضع يدك على فمك واذهب معنا وكن لنا أبا وكاهنا. أهو خير لك
أن تكون كاهنا لبيت رجل واحد، أم أن تكون كاهنا لسبط ولعشيرة في إسرائيل؟»
20 فطاب قلب الكاهن، وأخذ الأفود والترافيم والتمثال المنحوت ودخل في وسط الشعب.
21 ثم انصرفوا وذهبوا ووضعوا الأطفال والماشية والثقل قدامهم.
22 ولما ابتعدوا عن بيت ميخا اجتمع الرجال الذين في البيوت التي عند بيت ميخا
وأدركوا بني دان،
23 وصاحوا إلى بني دان فالتفتوا، وقالوا لميخا: «ما لك صرخت؟»
24 فقال: «آلهتي التي عملت قد أخذتموها مع الكاهن وذهبتم، فماذا لي بعد؟ وما هذا
تقولون لي: ما لك؟»
25 فقال له بنو دان: «لا تسمع صوتك بيننا لئلا يقع بكم رجال أنفسهم مرة، فتنزع
نفسك وأنفس بيتك».
26 وسار بنو دان في طريقهم. ولما رأى ميخا أنهم أشد منه انصرف ورجع إلى بيته.
27 وأما هم فأخذوا ما صنع ميخا، والكاهن الذي كان له، وجاءوا إلى لايش إلى شعب
مستريح مطمئن، وضربوهم بحد السيف وأحرقوا المدينة بالنار.
28 ولم يكن من ينقذ لأنها بعيدة عن صيدون، ولم يكن لهم أمر مع إنسان، وهي في
الوادي الذي لبيت رحوب. فبنوا المدينة وسكنوا بها.
29 ودعوا اسم المدينة «دان» باسم دان أبيهم الذي ولد لإسرائيل. ولكن اسم المدينة
أولا «لايش».
30 وأقام بنو دان لأنفسهم التمثال المنحوت. وكان يهوناثان ابن جرشوم بن منسى هو
وبنوه كهنة لسبط الدانيين إلى يوم سبي الأرض.
31 ووضعوا لأنفسهم تمثال ميخا المنحوت الذي عمله، كل الأيام التي كان فيها بيت
الله في شيلوه.
__________________________
__________________
1 وفي تلك الأيام حين لم يكن ملك في إسرائيل، كان رجل لاوي متغربا في عقاب جبل
أفرايم، فاتخذ له امرأة سرية من بيت لحم يهوذا.
2 فزنت عليه سريته وذهبت من عنده إلى بيت أبيها في بيت لحم يهوذا، وكانت هناك
أياما أربعة أشهر.
3 فقام رجلها وسار وراءها ليطيب قلبها ويردها، ومعه غلامه وحماران. فأدخلته بيت
أبيها. فلما رآه أبو الفتاة فرح بلقائه.
4 وأمسكه حموه أبو الفتاة، فمكث معه ثلاثة أيام، فأكلوا وشربوا وباتوا هناك.
5 وكان في اليوم الرابع أنهم بكروا صباحا وقام للذهاب. فقال أبو الفتاة لصهره:
«أسند قلبك بكسرة خبز، وبعد تذهبون».
6 فجلسا وأكلا كلاهما معا وشربا. وقال أبو الفتاة للرجل: «ارتض وبت، وليطب قلبك».
7 ولما قام الرجل للذهاب، ألح عليه حموه فعاد وبات هناك.
8 ثم بكر في الغد في اليوم الخامس للذهاب. فقال أبو الفتاة: «أسند قلبك، وتوانوا
حتى يميل النهار». وأكلا كلاهما.
9 ثم قام الرجل للذهاب هو وسريته وغلامه، فقال له حموه أبو الفتاة: «إن النهار قد
مال إلى الغروب. بيتوا الآن. هوذا آخر النهار. بت هنا وليطب قلبك، وغدا تبكرون في
طريقكم وتذهب إلى خيمتك».
10 فلم يرد الرجل أن يبيت، بل قام وذهب وجاء إلى مقابل يبوس، هي أورشليم، ومعه
حماران مشدودان وسريته معه.
11 وفيما هم عند يبوس والنهار قد انحدر جدا، قال الغلام لسيده: «تعال نميل إلى
مدينة اليبوسيين هذه ونبيت فيها».
12 فقال له سيده: «لا نميل إلى مدينة غريبة حيث ليس أحد من بني إسرائيل هنا. نعبر
إلى جبعة».
13 وقال لغلامه: «تعال نتقدم إلى أحد الأماكن ونبيت في جبعة أو في الرامة».
14 فعبروا وذهبوا. وغابت لهم الشمس عند جبعة التي لبنيامين.
15 فمالوا إلى هناك لكي يدخلوا ويبيتوا في جبعة. فدخل وجلس في ساحة المدينة ولم
يضمهم أحد إلى بيته للمبيت.
16 وإذا برجل شيخ جاء من شغله من الحقل عند المساء. والرجل من جبل أفرايم، وهو
غريب في جبعة، ورجال المكان بنيامينيون.
17 فرفع عينيه ورأى الرجل المسافر في ساحة المدينة، فقال الرجل الشيخ: «إلى أين
تذهب؟ ومن أين أتيت؟»
18 فقال له: «نحن عابرون من بيت لحم يهوذا إلى عقاب جبل أفرايم. أنا من هناك، وقد
ذهبت إلى بيت لحم يهوذا، وأنا ذاهب إلى بيت الرب وليس أحد يضمني إلى البيت.
19 وأيضا عندنا تبن وعلف لحميرنا، وأيضا خبز وخمر لي ولأمتك وللغلام الذي مع
عبيدك. ليس احتياج إلى شيء».
20 فقال الرجل الشيخ: «السلام لك. إنما كل احتياجك علي، ولكن لا تبت في الساحة».
21 وجاء به إلى بيته، وعلف حميرهم، فغسلوا أرجلهم وأكلوا وشربوا.
22 وفيما هم يطيبون قلوبهم، إذا برجال المدينة، رجال بني بليعال، أحاطوا بالبيت
قارعين الباب، وكلموا الرجل صاحب البيت الشيخ قائلين: «أخرج الرجل الذي دخل بيتك
فنعرفه».
23 فخرج إليهم الرجل صاحب البيت وقال لهم: «لا يا إخوتي. لا تفعلوا شرا. بعدما دخل
هذا الرجل بيتي لا تفعلوا هذه القباحة.
24 هوذا ابنتي العذراء وسريته. دعوني أخرجهما، فأذلوهما وافعلوا بهما ما يحسن في
أعينكم. وأما هذا الرجل فلا تعملوا به هذا الأمر القبيح».
25 فلم يرد الرجال أن يسمعوا له. فأمسك الرجل سريته وأخرجها إليهم خارجا، فعرفوها
وتعللوا بها الليل كله إلى الصباح. وعند طلوع الفجر أطلقوها.
26 فجاءت المرأة عند إقبال الصباح وسقطت عند باب بيت الرجل حيث سيدها هناك إلى
الضوء.
27 فقام سيدها في الصباح وفتح أبواب البيت وخرج للذهاب في طريقه، وإذا بالمرأة
سريته ساقطة على باب البيت، ويداها على العتبة.
28 فقال لها: «قومي نذهب». فلم يكن مجيب. فأخذها على الحمار وقام الرجل وذهب إلى
مكانه.
29 ودخل بيته وأخذ السكين وأمسك سريته وقطعها مع عظامها إلى اثنتي عشرة قطعة،
وأرسلها إلى جميع تخوم إسرائيل.
30 وكل من رأى قال: «لم يكن ولم ير مثل هذا من يوم صعود بني إسرائيل من أرض مصر
إلى هذا اليوم. تبصروا فيه وتشاوروا وتكلموا».
__________________________
__________________
1 فخرج جميع بني إسرائيل، واجتمعت الجماعة كرجل واحد، من دان إلى بئر سبع مع أرض
جلعاد، إلى الرب في المصفاة.
2 ووقف وجوه جميع الشعب، جميع أسباط إسرائيل في مجمع شعب الله، أربع مئة ألف راجل
مخترطي السيف.
3 فسمع بنو بنيامين أن بني إسرائيل قد صعدوا إلى المصفاة. وقال بنو إسرائيل:
«تكلموا، كيف كانت هذه القباحة؟»
4 فأجاب الرجل اللاوي بعل المرأة المقتولة وقال: «دخلت أنا وسريتي إلى جبعة التي
لبنيامين لنبيت.
5 فقام علي أصحاب جبعة وأحاطوا علي بالبيت ليلا وهموا بقتلي، وأذلوا سريتي حتى
ماتت.
6 فأمسكت سريتي وقطعتها وأرسلتها إلى جميع حقول ملك إسرائيل، لأنهم فعلوا رذالة
وقباحة في إسرائيل.
7 هوذا كلكم بنو إسرائيل. هاتوا حكمكم ورأيكم ههنا».
8 فقام جميع الشعب كرجل واحد وقالوا: «لا يذهب أحد منا إلى خيمته ولا يميل أحد إلى
بيته.
9 والآن هذا هو الأمر الذي نعمله بجبعة. عليها بالقرعة.
10 فنأخذ عشرة رجال من المئة من جميع أسباط إسرائيل، ومئة من الألف، وألفا من
الربوة، لأجل أخذ زاد للشعب ليفعلوا عند دخولهم جبعة ببنيامين حسب كل القباحة التي
فعلت بإسرائيل».
11 فاجتمع جميع رجال إسرائيل على المدينة متحدين كرجل واحد.
12 وأرسل أسباط إسرائيل رجالا إلى جميع أسباط بنيامين قائلين: «ما هذا الشر الذي
صار فيكم؟
13 فالآن سلموا القوم بني بليعال الذين في جبعة لكي نقتلهم وننزع الشر من
إسرائيل». فلم يرد بنو بنيامين أن يسمعوا لصوت إخوتهم بني إسرائيل.
14 فاجتمع بنو بنيامين من المدن إلى جبعة لكي يخرجوا لمحاربة بني إسرائيل.
15 وعد بنو بنيامين في ذلك اليوم من المدن ستة وعشرين ألف رجل مخترطي السيف، ما
عدا سكان جبعة الذين عدوا سبع مئة رجل منتخبين.
16 من جميع هذا الشعب سبع مئة رجل منتخبون عسر. كل هؤلاء يرمون الحجر بالمقلاع على
الشعرة ولا يخطئون.
17 وعد رجال إسرائيل، ما عدا بنيامين، أربع مئة ألف رجل مخترطي السيف. كل هؤلاء
رجال حرب.
18 فقاموا وصعدوا إلى بيت إيل وسألوا الله وقال بنو إسرائيل: «من يصعد منا أولا
لمحاربة بني بنيامين؟» فقال الرب: «يهوذا أولا».
19 فقام بنو إسرائيل في الصباح ونزلوا على جبعة.
20 وخرج رجال إسرائيل لمحاربة بنيامين، وصف رجال إسرائيل أنفسهم للحرب عند جبعة.
21 فخرج بنو بنيامين من جبعة وأهلكوا من إسرائيل في ذلك اليوم اثنين وعشرين ألف
رجل إلى الأرض.
22 وتشدد الشعب، رجال إسرائيل، وعادوا فاصطفوا للحرب في المكان الذي اصطفوا فيه في
اليوم الأول.
23 ثم صعد بنو إسرائيل وبكوا أمام الرب إلى المساء، وسألوا الرب قائلين: «هل أعود
أتقدم لمحاربة بني بنيامين أخي؟» فقال الرب: «اصعدوا إليه».
24 فتقدم بنو إسرائيل إلى بني بنيامين في اليوم الثاني،
25 فخرج بنيامين للقائهم من جبعة في اليوم الثاني، وأهلك من بني إسرائيل أيضا
ثمانية عشر ألف رجل إلى الأرض. كل هؤلاء مخترطو السيف.
26 فصعد جميع بني إسرائيل وكل الشعب وجاءوا إلى بيت إيل وبكوا وجلسوا هناك أمام
الرب، وصاموا ذلك اليوم إلى المساء، وأصعدوا محرقات وذبائح سلامة أمام الرب.
27 وسأل بنو إسرائيل الرب، وهناك تابوت عهد الله في تلك الأيام،
28 وفينحاس بن ألعازار بن هارون واقف أمامه في تلك الأيام، قائلين: «أأعود أيضا
للخروج لمحاربة بني بنيامين أخي أم أكف؟» فقال الرب: «اصعدوا، لأني غدا أدفعهم
ليدك».
29 ووضع إسرائيل كمينا على جبعة محيطا.
30 وصعد بنو إسرائيل على بني بنيامين في اليوم الثالث واصطفوا عند جبعة كالمرة
الأولى والثانية.
31 فخرج بنو بنيامين للقاء الشعب وانجذبوا عن المدينة، وأخذوا يضربون من الشعب
قتلى كالمرة الأولى والثانية في السكك التي إحداها تصعد إلى بيت إيل، والأخرى إلى
جبعة في الحقل، نحو ثلاثين رجلا من إسرائيل.
32 وقال بنو بنيامين: «إنهم منهزمون أمامنا كما في الأول». وأما بنو إسرائيل
فقالوا: «لنهرب ونجذبهم عن المدينة إلى السكك».
33 وقام جميع رجال إسرائيل من أماكنهم واصطفوا في بعل تامار، وثار كمين إسرائيل من
مكانه من عراء جبعة.
34 وجاء من مقابل جبعة عشرة آلاف رجل منتخبون من كل إسرائيل، وكانت الحرب شديدة،
وهم لم يعلموا أن الشر قد مسهم.
35 فضرب الرب بنيامين أمام إسرائيل، وأهلك بنو إسرائيل من بنيامين في ذلك اليوم
خمسة وعشرين ألف رجل ومئة رجل. كل هؤلاء مخترطو السيف.
36 ورأى بنو بنيامين أنهم قد انكسروا. وأعطى رجال إسرائيل مكانا لبنيامين لأنهم
اتكلوا على الكمين الذي وضعوه على جبعة.
37 فأسرع الكمين واقتحموا جبعة، وزحف الكمين وضرب المدينة كلها بحد السيف.
38 وكان الميعاد بين رجال إسرائيل وبين الكمين، إصعادهم بكثرة، علامة الدخان من
المدينة.
39 ولما انقلب رجال إسرائيل في الحرب ابتدأ بنيامين يضربون قتلى من رجال إسرائيل
نحو ثلاثين رجلا، لأنهم قالوا: «إنما هم منهزمون من أمامنا كالحرب الأولى».
40 ولما ابتدأت العلامة تصعد من المدينة، عمود دخان، التفت بنيامين إلى ورائه وإذا
بالمدينة كلها تصعد نحو السماء.
41 ورجع رجال إسرائيل وهرب رجال بنيامين برعدة، لأنهم رأوا أن الشر قد مسهم.
42 ورجعوا أمام بني إسرائيل في طريق البرية، ولكن القتال أدركهم، والذين من المدن
أهلكوهم في وسطهم.
43 فحاوطوا بنيامين وطاردوهم بسهولة، وأدركوهم مقابل جبعة لجهة شروق الشمس.
44 فسقط من بنيامين ثمانية عشر ألف رجل، جميع هؤلاء ذوو بأس.
45 فداروا وهربوا إلى البرية إلى صخرة رمون. فالتقطوا منهم في السكك خمسة آلاف
رجل، وشدوا وراءهم إلى جدعوم، وقتلوا منهم ألفي رجل.
46 وكان جميع الساقطين من بنيامين خمسة وعشرين ألف رجل مخترطي السيف في ذلك اليوم.
جميع هؤلاء ذوو بأس.
47 ودار وهرب إلى البرية إلى صخرة رمون ست مئة رجل، وأقاموا في صخرة رمون أربعة
أشهر.
48 ورجع رجال بني إسرائيل إلى بني بنيامين وضربوهم بحد السيف من المدينة بأسرها،
حتى البهائم، حتى كل ما وجد. وأيضا جميع المدن التي وجدت أحرقوها بالنار.
__________________________
__________________
1 ورجال إسرائيل حلفوا في المصفاة قائلين: «لا يسلم أحد منا ابنته لبنيامين
امرأة».
2 وجاء الشعب إلى بيت إيل وأقاموا هناك إلى المساء أمام الله، ورفعوا صوتهم وبكوا
بكاء عظيما.
3 وقالوا: «لماذا يا رب إله إسرائيل حدثت هذه في إسرائيل، حتى يفقد اليوم من
إسرائيل سبط؟»
4 وفي الغد بكر الشعب وبنوا هناك مذبحا، وأصعدوا محرقات وذبائح سلامة.
5 وقال بنو إسرائيل: «من هو الذي لم يصعد في المجمع من جميع أسباط إسرائيل إلى
الرب؟» لأنه صار الحلف العظيم على الذي لم يصعد إلى الرب إلى المصفاة قائلا: «يمات
موتا».
6 وندم بنو إسرائيل على بنيامين أخيهم وقالوا: «قد انقطع اليوم سبط واحد من
إسرائيل.
7 ماذا نعمل للباقين منهم في أمر النساء، وقد حلفنا نحن بالرب أن لا نعطيهم من
بناتنا نساء؟»
8 وقالوا: «أي سبط من أسباط إسرائيل لم يصعد إلى الرب إلى المصفاة؟». وهوذا لم يأت
إلى المحلة رجل من يابيش جلعاد إلى المجمع.
9 فعد الشعب فلم يكن هناك رجل من سكان يابيش جلعاد.
10 فأرسلت الجماعة إلى هناك اثني عشر ألف رجل من بني البأس، وأوصوهم قائلين:
«اذهبوا واضربوا سكان يابيش جلعاد بحد السيف مع النساء والأطفال.
11 وهذا ما تعملونه: تحرمون كل ذكر وكل امرأة عرفت اضطجاع ذكر».
12 فوجدوا من سكان يابيش جلعاد أربع مئة فتاة عذارى لم يعرفن رجلا بالاضطجاع مع
ذكر، وجاءوا بهن إلى المحلة إلى شيلوه التي في أرض كنعان.
13 وأرسلت الجماعة كلها وكلمت بني بنيامين الذين في صخرة رمون واستدعتهم إلى
الصلح.
14 فرجع بنيامين في ذلك الوقت، فأعطوهم النساء اللواتي استحيوهن من نساء يابيش
جلعاد. ولم يكفوهم هكذا.
15 وندم الشعب من أجل بنيامين، لأن الرب جعل شقا في أسباط إسرائيل.
16 فقال شيوخ الجماعة: «ماذا نصنع بالباقين في أمر النساء، لأنه قد انقطعت النساء
من بنيامين؟»
17 وقالوا: «ميراث نجاة لبنيامين، ولا يمحى سبط من إسرائيل.
18 ونحن لا نقدر أن نعطيهم نساء من بناتنا، لأن بني إسرائيل حلفوا قائلين: ملعون
من أعطى امرأة لبنيامين».
19 ثم قالوا: «هوذا عيد الرب في شيلوه من سنة إلى سنة شمالي بيت إيل، شرقي الطريق
الصاعدة من بيت إيل إلى شكيم وجنوبي لبونة».
20 وأوصوا بني بنيامين قائلين: «امضوا واكمنوا في الكروم.
21 وانظروا. فإذا خرجت بنات شيلوه ليدرن في الرقص، فاخرجوا أنتم من الكروم واخطفوا
لأنفسكم كل واحد امرأته من بنات شيلوه، واذهبوا إلى أرض بنيامين.
22 فإذا جاء آباؤهن أو إخوتهن لكي يشكوا إلينا، نقول لهم: تراءفوا عليهم لأجلنا،
لأننا لم نأخذ لكل واحد امرأته في الحرب، لأنكم أنتم لم تعطوهم في الوقت حتى
تكونوا قد أثمتم».
23 ففعل هكذا بنو بنيامين، واتخذوا نساء حسب عددهم من الراقصات اللواتي اختطفوهن،
وذهبوا ورجعوا إلى ملكهم وبنوا المدن وسكنوا بها.
24 فسار من هناك بنو إسرائيل في ذلك الوقت كل واحد إلى سبطه وعشيرته، وخرجوا من
هناك كل واحد إلى ملكه.
25 في تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل. كل واحد عمل ما حسن في عينيه.
تعليقات
إرسال تعليق